اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

المهندسة بثنية أبو زيد ... تكتب - التكنولوجيا والأجيال القادمة

التكنولوجيا والأجيال القادمة 





كتبت - مهندسة بثينة أبوزيد 


تعد التكنولوجيا من أهم الاختراعات التي شهدها العالم في القرن الحادي والعشرين وتعد أحد أهم العوامل التي تغيرت من خلالها حياتنا اليومية.

 ومع تزايد استخدام التكنولوجيا في شتى المجالات، فإن الحاجة إلى دراسات تحليلية تتناول تأثير التكنولوجيا على حياتنا اليومية تزداد يومًا بعد يوم.


حيث شهد عصرنا الحالي طفرة علمية كبيرة و هائلة وتلعب التكنولوجيا دورا هاما في حياتنا اليومية كما أن التكنولوجيا تساعد في تحسين جودة الحياة.


 فهي تجعل الحياة أكثر سهولة وراحة وأماناً. 

على سبيل المثال : يمكن الآن القيام بعمليات مالية وتسوق والتواصل مع الآخرين من أي مكان في العالم، وذلك بفضل التكنولوجيا. 


كما أنها تساعد في تطوير المنتجات والخدمات الجديدة التي تحسن الحياة اليومية للناس.

ومع انتشار التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم أصبح الإنسان يستخدمها في جميع اوقاته ، فلم تعد تقتصر على العمل.

 وفي المجتمعات المتقدمة وإنما يمكن لأى شخصٍ مهما كان مستواه الثقافي أو الاجتماعي أو حتى مهما كان عمره استخدام الهاتف المحمول مثلًا والتقاط الصور وإرسالها واستقبالها.


التكنولوجيا وبالرغم من جميع حسناتها خلقت جيلًا اتكّاليًا كسولًا وخاملًا لا يحاول التطوّر والتقدّم وتفشّي ظاهرة التعلّق المفرط والمبالغ بالتكنولوجيا ينعكس سلبًا على العديد من الجوانب في حياتنا سواء كانت اجتماعيّه نفسيّة او اقتصاديّة.


ونفي الآونة الأخيرة  نرى ازديادًا حادًا وملحوظًا في استعمال جميع الادوات التكنولوجية كالهواتف الخلوية والحواسيب والتلفاز وغيرها، خصوصًا بعد ادراج تطبيقات التواصل الاجتماعي بها والتي تربط المستخدم بها بشكل مكثّف ولأوقات طويلة جدًا وتبقيه بعيدًا عن الحياة الواقعية والاجتماعية وتشتّت انتباهه عن الاولويات والمسؤوليّات التي يجب القيام بها.


لا يمكننا ان ننكر ان التكنولوجيا بشتّى انواعها ساهمت بشكل كبير في تقدّم وتطوّر المجتمعات وتحسين ظروف المعيشة وتسهيل واختصار الوقت في العديد من المهام والاشغال اليوميّة

 وتوثيق العلاقات وتقليص المسافات بين الاشخاص، فبضغطة زرار اصبح بإمكاننا تصفّح الصفحات الشخصيّة لأصدقائنا واقربائنا ورؤية الاماكن التي يزورونها انواع الطعام الذين يأكلونه، الاشخاص الذين يمضون معظم اوقاتهم معهم وغيرها من المعلومات التي لا تعد ولا تحصى بإمكاننا معرفتها من دون حتى اجراء اي نوع من انواع التواصل سواء كان مكالمة هاتفيّة او رسالة نصيّة.


وبالاعتماد على ما ذكر فإن التكنولوجيا وبالرغم من جميع حسناتها خلقت جيلًا اتكّاليًا، كسولًا وخاملًا، لا يحاول التطوّر والتقدّم، يعتمد فقط على ما يوفّر له الراحة ويبحث عن اقصر الطرق واسهلها لإتمام اي مهام دون الالتفات للطرق الخلّاقة والمبدعة التي كان بمقدوره اكتشافها لو اجتهد قليلًا.


 بالإضافة لذلك فإن التكنولوجيا ولّدت المشاعر الباردة والمصطنعة التي تصاحب معظم انواع التواصل الاجتماعية فالتواصل هنا هو بين الشخص وشاشة الهاتف او الحاسوب وليس مع الشخص الآخر بذاته، فنجهل تمامًا ما يحدث وراء الشاشة الاخرى، ولا يمكننا التأكد ان كانت مشاعر الفرح او الحزن التي نقرأها حقيقيّة او زائفة.


إنّ تفشّي ظاهرة التعلّق المفرط والمبالغ بالتكنولوجيا ينعكس سلبًا على العديد من الجوانب في حياتنا سواء كانت اجتماعيّة

نفسيّة او اقتصاديّة.


وهنا كان لابد من وضع حد لهذا الواقع الملوّث بالكم الهائل من الزيف والاتكالية والخمول.

 علينا تقليل استخدامنا الدائم للهواتف والحواسب والسيطرة على رغباتنا والنظر حولنا للطبيعة والبشر ولأنفسنا.


أن التطور التكنولوجي خلق خلل في العلاقات الزوجية أدّت في الكثير من الأحيان دوراً سلبياً في العلاقة بين الأزواج فأصبح بعضهم يمضي وقتاً كبيراً على أجهزة الهاتف، مما يثير شعوراً بعدم الاهتمام من الطرفين ويؤدي ذلك لنشوب النزاع ومشاكل عديدة فيما بينهم وعدم الرضا عن العلاقة

والعيش في منزل واحد لكن منفصلين أصبحت الكثير من العائلات تظهر بأنها تعيش مع بعضها في منزل، واحد لكن في الحقيقة أنها تعيش منفصلة تماماً عن بعضها، ترى الأطفال ينصرفون عن الدراسة أو مشاركة باقي أفراد العائلة الحياة من وجبات الطعام وقد يذهبون للمدرسة ويدرسون دون أي إشراف أو انتباه من والديهم، وقد ظهرت في بعض الحالات حدوث اضطرابات من فرط حركة وضعف انتباه لدى الأطفال نتيجة عدم الانتباه والاهتمام اللازم من الوالدين.


ومع صعوبة تحديد مشاعر الأطفال وميلهم للعزلة أدّى الانتشار الهائل للتكنولوجيا والأجهزة الذكية إلى تأثيرها بشكل سلبي على العلاقات الأسرية والاجتماعية بشكل عام، فأظهرت بعض الدراسات أنّ الأطفال الذين توقّفوا عن استخدام الأجهزة الذكية أظهروا تحسناً في تحديد مشاعرهم تجاه صور عُرضت عليهم مقارنة بغيرهم من الأطفال، وبناءً على هذه الدراسة فإنّ الاستخدام المبالغ فيه والغير عقلاني للأجهزة التكنولوجية الحديثة يؤثر سلباً على قدرة الأطفال ببناء علاقات اجتماعية مع المجتمع وعائلتهم، وبالتالي فإنهم يميلون أكثر للعزلة والوحدة بعيداً عن الآخرين.

google-playkhamsatmostaqltradent