حكايات نفسية " حكاية وفاء "
بقلم : هند أحمد يوسف
أستشاري نفسي وأسري
شاب مكافح يعمل فى إحدى الدول العربية و قرر الرجوع لأرض الوطن بحثا عن الاستقرار فأنشأ شركة صغيرة بكل ما ادخره من ثمن غربته فى مسقط رأسه الذى غدا فيه غريبا نتيجة طول السفر فلم يعد يعرفه أحد فى بلده ، لذا عندما فكر فى الزواج لجأ للطرق التقليدية فذهب إلى أحد جيرانه يطلب يد ابنته التى لم يرها من قبل و لكن عندما رأها أعجب بها أشد الإعجاب فكانت ذات جمال أخاذ .
ففرح بشدة و اسرع فى إتمام مراسم الزواج و باتت العروس هى كل دنيته فاحبها من قلبه و عاشا معا حياة سعيدة
و لكن بمرور الوقت بدأ يلاحظ على عروسه أفعال غريبة مثل رمش العين بطريقة غريبة و هز الرأس بطريقة لا شعورية و عندما تتوتر لأى سبب تبدأ في هز اكتافها و تمشى بنمط مختلف عن العادى و تحاول تكرار كلمات و عبارات
من حولها .
و عندما واجهها زوجها باستغرابه من أفعالها دخلت فى حالة اكتئاب فعجز الزوج عن تفسير الموقف و لجأ لأهلها و هنا كانت المفاجأة !!! حيث اعترف أهلها انها كانت مصابة بمتلازمة( توريت) التى تعد من الأمراض العصبية و النفسية الخطيرة .
لكنهم اخفوا عنه خوفا من عدم إتمام الزواج . و ازدادت حالتها سوءا بعد ما توقفت عن العلاج من بداية الزواج .
اعترف الاهل بخطأهم و خيروه بين ان يتركها لأنها مريضة بمرض يصعب الشفاء منه او يستمر .
هنا كان الزوج فى موقف لا يحسد عليه فهو يحب عروسه لكنه يشعر بالغضب من أهلها لاخفاءهم الأمر عنه قبل أن يتعلق قلبه بها و يشعر بالخذلان منها لأنها لم تصارحه وفقا لاتفاقها مع أهلها فسيطرت عليه الحيرة و شعر بمأذق كبير لكنه اختار الحب و أصر على الاستمرار فى الزواج وفاءا لحبه و متابعة العلاج و بالفعل أخذها للمعالج المعرفى السلوكي الذى بدأ معها فى تخفيف المتاعب التى تعانيها لكنه أوصى بمتابعة طبيب نفسي لتمتثل للأدوية التى تحتوي على ( كانابيديول ) و بالفعل تمت الإحالة للطبيب و خضعت الزوجة للعلاج الدوائى بجانب العلاج السلوكي.