التحليل المكاني والزماني لقصة أهل الكهف
كتب د. عبد الرحيم ريحان
تعددت الرؤى والأبحاث نحو موقع قصة أهل الكهف الذي هرب اليه مجموعة من الشباب الموحدين ومعهم كلبهم من ملك وثني وانامهم الله 300 عام وازدادوا تسعة وايقظهم الله ليجدوا أنفسهم وقد طالت أظافرهم وشعورهم وأرادوا ان يبتاعوا طعامًا ذ ليقتاتوا من مدينة قريبة من موقع الكهف ولكن انكشف امرهم لدى أهل المدينة والحاكم الصالح فاماتهم الله لوقتها وجاءت قصتهم في سورة الكهف بالقرآن الكريم،ولم ترد في الكتاب المقدس ولكنها وردت في اثارهم في قصة النيام السبعة ولقد ذهب الباحثين عن كهفهم لموقعين مشهورين: الرقيم بالاردن وافسس الرومانية
ويقدم لنا المهندس محمد عبد الرازق جويلي الباحث فى علوم القصص الدينى دراسة تحليلية للموقعين
الرقيم بالأردن
يقع هذا الكهف بجنوب عمان في الأردن، ويوضح دكتور مهندس يحيى وزيرى المصري عن الغار أنه كان منفتحًا انفتاحًا واسعًا في ظل النهار ولا تصيبهم الشمس في طلوعها ولا في غروبها لأن الله حجبها عنهم وقدم أدلة تاريخية وأثرية ، من الأدلة التاريخية التي يذكرها رجال الآثار أن العديد من الصحابة و قادة الجيوش الإسلامية قد ذكروا أن موقع الكهف الذي يوجد به أصحاب الكهف موجود بجبل الرقيم بالأردن حيث زاروا هذا الموقع وعرفوه، و منهم الصحابي عبادة بن الصامت الذي مر على الكهف في زمن عمر بن الخطاب وأيضا معاوية بن أبى سفيان، وكذلك حبيب بن مسلمة وابن عباس قد دخلوا هذا الكهف ورأوا عظام أصحاب الكهف
ويوضح المهندس محمد جويلى أنه فى زمن اضطهاد المسيحيين استغل الإمبراطور «ديكيوس» العداء الشعبي للمسيحيين كوسيلة لتوحيد الإمبراطورية وأصدر مرسومًا لقمع المسيحية في وقت مبكر من عام 250 م ليبدأ اضطهاد ديكيوس الشهير للمسيحيين حين أصبح الاضطهاد على المستويين السياسى والشعبي.
وكان ديكيوس من الرومان التقليديين يرغب باستعادة المجد القديم في روما ومع ذلك فقد كانت هناك عدة عوامل لهدم هذه الفرحة: عمليات التوغل البربرية للإمبراطورية أصبحت أكثر وأكثر جرأة والتقاليد القديمة التي كانت منسية وكانت الإمبراطورية تواجه أزمة اقتصادية خطيرة.
واعتقد أن هذه المشاكل ناجمةعن إهمال الشعب للآلهة القديمة وقال إنها بحاجة إلى العودة إلى الدين القديم لاستعادة المجد القديم في روما؛ لذا جهد ديكيوس للقضاء على المسيحيين فكان يتحول المزيد والمزيد من الناس بعيدًاعن ممارسات العبادة التقليدية
لذلك هرب منه بعض الشباب الموحدين ومعهم كلبهم فعثروا على كهف خارج المدينة ليختبئوا ويستريحوا فيه فأنامهم الله 300 عام واستيقظوا في عصر بولس الطرسوسي 64م في عصر الامبراطور نيرون، وكان يعرف عند المسيحيين بأنَّه بولس الرسول أو القديس بولس هو أحد قادة الجيل المسيحي الأول وينظر إليه البعض على أنه ثاني أهم شخصية في تاريخ المسيحية بعد يسوع المسيح نفسه.
يعرف من قبل المسيحيين برسول الأمم حيث يعتبرونه من أبرز من بشر بالديانة المسيحية في آسيا الصغرى وأوروبا، وكان له الكثير من المريدين والخصوم على حد سواء، واحتفل العالم المسيحي بين 29 يونيو 2008 و29 يونيو 2009 باليبوبيل الألفي الثاني على مولده في طرسوس (أسيا الصغرى).
التقويم وقت أصحاب الكهف
ينوه المهندس محمد جويلى إلى أن التقويم فى ذلك الوقت كان تقويم نجمي مصري قديم وقمري عبري، متوسط السنة النجمية التي كانت في الأردن التي كانت تابعة لمصر وقتئذ = 365.25 يوم، متوسط السنة العبرية التي كان عليها أهل الكهف = 355 يوم، 300 سنة نجمية = 309575 يوم
309 سنة عبرية = 309696 يوم
الفرق = 309 عبرية تزيد ب121 يوم
النتيجة = اهل الكهف انامهم الله في الكهف بعدما هربوا من الملك دكيوس في سنة 250 بعد ميلاد المسيح وايقظهم الله في زمن بولس الطرسوسي والامبراطور نيرون50 بعد ميلاد المسيح .
افسوس
كانت أفسس أحد أهم المنافذ التجارية من القرن 8 ق-م و كانت تعتبر من أعظم المدن حينها حيث كانت تحتوى على هندسة معمارية رائعة مثل معبد أرتميس الذى يعد من أحد عجائب الدنيا السبعة فى العالم القديم وقد تم بناء المعبد لتقديس الإلهة أرتميس وفى بداية الجمهورية الرومانية كانت أفسس عاصمة أسيا التى تقع فى غرب أسيا الصغرى والمدينة الأصلية كانت تقع على أرض منخفضة
ولفت المهندس محمد جويلى إلى أن حادثة أهل الكهف وقعت قبل عهد المسيح عليه السلام، واستدلوا على ذلك بما ورد أن اليهود أوصوا بتحدي النبي صلى الله عليه وسلم بسؤاله عن خبر فتية في غابر الزمان، ولو كان هؤلاء الفتية من أتباع المسيح لما تساءلوا عنهم، لما يُعلم من عداء اليهود لأتباع المسيح وخاصة في ذلك الزمن، واختبار أحبار اليهود لم يقصدوا به نقل الحادثة من كتابهم بل أرادوا التحدي بمعرفة الخبر مطلقًا وأنه واقع في التاريخ وليس أنه مثبت في التوراة.
قال وهب بن منبه: "هم فتية من الروم دخلوا الكهف قبل المسيح، وضرب الله سبحانه على آذانهم فيه، فلما بعث المسيح عليه السلام أخبر بخبرهم ثم بعثهم الله بعد المسيح في الفترة بينه وبين النبيّ صلّى الله عليه وسلم
ملوك مدينة افسوس مجهولة حتى الآن ربما في فترة الحروب البونيقية وهي سلسلة من الحروب وقعت بين عامي 264 و 146 قبل الميلاد بين روما وقرطاج. وقعت ثلاثة صراعات بين هذه الدول في البر والبحر عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط الغربية بلغ مجموعها 43 عامًا من القتال. تشمل الحروب البونيقية أيضًا التمرد الذي استمر أربع سنوات ضد قرطاج والذي بدأ في عام 241 قبل الميلاد. عانى كلا الجانبين من خسائر مادية وبشرية هائلة في كل حرب.
ثم ايقظ الله اهل الكهف في عصر اليهودي بولس الطرسوس في عصر الملك هيرودس أغريباس الثاني المولود 27 م وتوفى 93 م
اي ان اهل الكهف ناموا في سنة 250 ق. م وايقظهم الله تعالي سنة 50 م
التقويم وقتئذ : روماني قديم وقمري عبري
متوسط السنة الرومانية القديمة = 365.25 يوم ..
لكن السنة الرومانية كانت 10 شهور فقط قبل الميلاد ثم زادوا السنة شهرًا ثم شهرين وغيروا في عدد أيام الشهور
متوسط السنة العبرية = 354.6 يوم
300 سنة رومانية = 109575 يوم
309 سنة عبرية = 109571.4 يوم
الفرق = 3 ايام تقريبا
وهو ما يمكن حدوثه خلال فترة التقويم الروماني واضطراب الشهور والأيام الذي كان في تقويمهم وقتئذ .
عزيزي القارئ رأيك يهمنا
وبعد عرض الرؤيتين يعرض المهندس محمد جويلى سؤالًا على القارىء هل ترى أن فتية أهل الكهف قد أنامهم الله 300 عام بعد ميلاد السيد المسيح؟
أم انامهم الله قبل ميلاد السيد المسيح وأيقظهم بعد ميلاده ؟