الدفاع عن الحضارة تطالب بإنشاء هيئة للتراث اللامادي تابعة للثقافة
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
تحت عنوان
"التراث الثقافي غير المادي- جسر للحوار بين الثقافات"
وبالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار والمكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة افتتحت الأستاذة يمني البحار
نائب وزير السياحة والآثار
والدكتورة نوريا سانز
مدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة بمرافقة الأستاذ مؤمن عثمان
رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار
والسفير خالد ثروت
مستشار وزير السياحة والآثار للعلاقات الدولية والمشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة والدكتور على عبد الحليم
مدير عام المتحف المصري بالتحرير
معرضًا للصور الفوتوغرافية للتراث غير المادي، وذلك بصالة المعارض المؤقتة بالمتحف المصري بالتحرير.
وفى ضوء هذا يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة أن لمصر 8 ممتلكات تراث لامادى مسجلة باليونسكو وهى :
السيرة الهلالية
أدرجت عام 2008 تراث لامادى وهى مسلسل مصرى تاريخى من ثلاثة أجزاء يحكى تغريبة بنى هلال من خلال قصة أبو زيد الهلالى منذ ولادته إلى وفاتة حيث يبدأ المسلسل فى نجد وينتهى فى تونس وقد أذيع الجزء الأول منه عام 1997 والجزء الثانى عام1998، والثالث 2001 وقام بتجميعها
الشاعر عبد الرحمن الأبنودي.
لعبة التحطيب
أدرجت عام 2016 تراث لامادى وهى من أقدم الفنون المصرية، والتى بدأت من جدران المعابد المصرية ووصلت لأروقة اليونسكو الذى اعتمدها كعنصر أصيل من التراث غير المادى بمصر وهى لعبة لها قواعد وأصول، فعلى حائط معبد الكرنك بالأقصر لوحة منقوشة تمثل الإله حورس
و هو يعلم الملك أمنحتب الثالث
" 1448 – 1420 ق. م. " هذه الرياضة الشعبية، كما توجد نقوش لها على مقابر بنى حسن وتونة الجبل بصعيد مصر تصور المصريين القدماء وهم يمارسون التحطيب.
الأراجوز
أدرج عام 2018 تراث لامادى وهو شكل من أشكال عروض الدمى المسرحية التقليدية فى مصر وتعتمد هذه العروض على استخدام دمية يدوية تقليدية تعرف فى مصر باسم "عروسة الأراجوز"، وقد استمد هذا النوع من العروض المسرحية اسمه من هذه الدمية أو "العروسة" التى تعتبر العنصر الرئيسي فيه النسيج اليدوى المصري.
أدرج عام 2020 في قائمة مواقع التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، وأدرجت الاحتفالات المرتبطة بالعائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية 2022.
ممتلكات مشتركة
هناك ممتلكات تراث لامادى مشترك النخلة وقد أدرجت في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو 2019 كملف عربي مشترك باسم 14 دولة عربية وتقدمت الإمارات بالملف بمشاركة البحرين، ومصر، والعراق، والأردني والكويت، وموريتانيا، والمغرب، وعُمان وفلسطين، والسعوديّة، والسودان وتونس
واليمن، ثم أدرج الخط العربى عام 2022 وقد قدمته 16 دولة عربية وهي المملكة العربية السعودية، والجزائر، والبحرين ومصر، والعراق، والأردن، والكويت ولبنان
وموريتانيا، والمغرب، وعمان، وفلسطين والسودان، وتونس، والإمارات العربية المتحدة، واليمن، والفنون والمهارات المرتبطة بالنقش على المعادن… النحاس والفضة والذهب" أدرجت عام 2023 مع 10 دول عربية هي:
"مصر- السعودية- الجزائر- المغرب العراق- فلسطين- السودان- السعودية تونس- اليمن- موريتانيا"
إتفاقية حماية وصون التراث غير المادى 2003
دخلت حيز التنفيذ عام 2006، ووقعت عليها 134 دولة منها مصر، ويقصد بالتراث الثقافي غير المادي الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية تعتبرها الجماعات والمجموعات وأحيانًا الأفراد جزءًا من تراثهم.
وطبقًا للمادة 13 من الاتفاقية وضعت تدابير من أجل ضمان صون التراث الثقافي غير المادى الموجود في أراضيها وتنميته وإحيائه باعتماد سياسة عامة تستهدف إبراز الدور الذي يؤديه التراث الثقافي غير المادى فى المجتمع وإدماج صون هذا التراث في البرامج التخطيطية وتعيين أو إنشاء جهاز أو أكثر مختص بصون التراث الثقافي غير المادي الموجود في أراضيها
و تشجيع إجراء دراسات علمية وتقنية وفنية، وكذلك منهجيات البحث من أجل الصون الفعّال للتراث الثقافي غير المادي ولا سيما التراث الثقافي غير المادي المعرض للخطر واعتماد التدابير القانونية والتقنية وتيسير نقل هذا التراث من خلال المنتديات والأماكن المعدة لعرضه أو للتعبير عنه وضمان الانتفاع بالتراث الثقافي غير المادي مع احترام الممارسات العرفية التي تحكم الانتفاع بجوانب محددة من هذا التراث وإنشاء مؤسسات مختصة بتوثيق التراث الثقافي غير المادي وتسهيل الاستفادة منها.
مطالب حملة الدفاع عن الحضارة
وطبقًا للمادة 13 من الاتفاقية يطالب الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة بإنشاء هيئة تابعة لوزارة الثقافة خاصة بالتراث اللامادى تضع خطة استثمار التراث اللامادى المسجل بالفعل وإعداد ملفات أخرى لتسجيلها ممتلكات تراث لامادى لما تمتلكه مصر من تنوع فريد فى الفنون التراثية التى تستحق التسجيل مثل فنون النوبة وسيناء، وتنوع فى المنتج التراثى المتفرد مثل الخيامية والنحاسين ومنتجات الجريد وسعف النخيل ومنتجات القرى التراثية المتفرّدة وصناعة البردى هذا علاوة على الأكلات المرتبطة بالبيئة والشعب المصرى مثل أنواع الخبز النادرة مثل العيش الشمسى بالصعيد والمرحرح بالدلتا والفطير المشلتت فى الدلتا وقد اشتهرت به المنوفية وهو معروف منذ عصر مصر القديمة وكان مكونًا من عدة طبقات فوق بعضها البعض، وظهر اسم (مشت – مست) فى الدولة الحديثة، ووجد علي بعض النقوش التي عثرعليها في مقبرة (رخميرع) أحد الوزراء في عصر الملك تحتمس الثالث وامنحتب الثاني ثم تحول الاسم من مشت بعد إدماج ملتوت إلي مشلتت، وفي عصر الدولة الفاطمية والدولة المملوكية ظهرت بعض المسميات لأنواع من الفطير منها ماعرف بالهلالي التي استوحت منه فرنسا بعد ذلك فكرة عمل (الكرواسون)
و( الباتيه).
وكذلك تميز مصر بأكلات معينة مثل الكشرى والطعمية وأكلات خاصة فى رمضان مثل الكنافة وأم على والقطايف ومشروبات خاصة يحرص عليها الزوار الأجانب مع المصريين وكل العرب فى الخيمة الرمضانية وهى العرق سوس والتمر والخروب.
وبالتالى فالبيئة والمجتمع المصرى يمتلك مفردات تراثية لامادية متفردة باقية وسليمة حتى الآن يمكن تسجيلها على القائمة التمثيلية وأخرى يغشى عليها من الاندثار يمكن تسجيلها على قائمة مواقع التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل مثل الصناعات التراثية كالخيامية والنحاسين والمنتجات من الجريد والسعف خاصة مع وجود عيدًا خاص بمصر وهو أحد الشعانين أو حد السعف يكون فيه السعف البطل التراثى وسلطان الاحتفال.