الأدب الأمازيغي من تراث شفهي إلى أدب مكتوب
الأدب الأمازيغي
بقلم : دكتورة سعاد ثقيف
الأحد الموافق ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤ - ٩:١٠ pm
الأدب الأمازيغي، أدب غني لثقافة ازدهرت لآلاف السنين في جميع أنحاء شمال أفريقيا.
و يُكتب بعدة لهجات أمازيغية، منها : التاشلحيت، والقبائلية، والريفية والطوارقية.
ورغم هذا التنوع، فإن جميع هذه اللهجات تشترك في جذور لغوية وثقافية واحدة: اللغة الأمازيغية
التي تُكتب بحروف تيفيناغ وهي الأبجدية القديمة التي تعود إلى آلاف السنين، وتعد رمزا للهوية الأمازيغية.
ولايتجزأ الأدب الأمازيغي بمختلف تجلياته اللهجية عن الأدب المغربي، فهو مكون أصيل من مكونات الثقافة الوطنية المغربية المتسمة بالتنوع والتعدد، والغنية بالأشكال التعبيرية والاحتفالية، و غلب على الأدب الأمازيغي الطابع الشفهي الغني بالحكايات والأساطير التي تنقل من جيل إلى جيل. هذه الحكايات تمزج بين الواقع والخيال، وتتناول موضوعات مثل الحكمة
والبطولة، والعدل، وأهمية الانتماء إلى الأرض.
أخذ الشكل المكتوب للأدب الأمازيغي انطلاقته الفعلية في أواخر القرن العشرين تزامنا إلى حد كبير مع عودة الهوية الأمازيغية والحركات الحقوقية و الثقافية فكان هذا التحول، ثورة معرفية، أبرزت أسئلة جديدة وإشكالات مغايرة لتلك التي تصاحب عادة تدوين ثقافات الأمم وتراث الشعوب، وقد وفر إنشاء الأبجدية الأمازيغية المرتكزة على خط تيفيناغ وسيلة لتوثيق الموروث الشفهي الغني
مما مهد الطريق لحركة أدبية مزدهرة.
بدأ الكتاب والشعراء في صياغة أعمال تتناول القضايا المعاصرة، والهوية الثقافية، و العدالة الاجتماعية، تناول العديد من المؤلفين القضايا الحقوقية
من خلال روايات مؤثرة.
هذا ويعكس الأدب الامازيغي غنى و تنوع الثقافة الأمازيغية التي تمثل جزءا مهما من الهوية الثقافية الوطنية.