الرزق الحقيقي رحلةٌ تتجاوز الماديات
بقلم : دكتور محمد إسماعيل
يُضيّقُ كثيرٌ من الناس مفهوم الرزق ليقتصر على ما يُمكن قياسه وحصره، كالمال والطعام والشراب.
لكنّ الرزق الحقيقيّ رحلةٌ أوسعُ وأعمقُ تتجاوزُ حدودَ الماديات لتشملَ ثرواتٍ معنويّةً لا تُقدّر بثمن.
ففي طيّاتِ طمأنينةِ البال يكمنُ رزقٌ عظيمٌ، يُنعشُ الروح ويُؤنسُ القلب.
وانشراحِ الصدر رحابةٌ تُطلِقُ العنانَ للإبداع والسعادة وبياضُ النوايا نورٌ يُضيءُ الدروب ويُلهمُ الخيرات والضميرُ الحيّ صمامُ أمانٍ يُحفظُ الكرامة ويُعزّزُ القيم. وحُسنُ الأخلاق جسرٌ يُبنى عليهِ علاقاتٌ طيبةٌ ومُثمرة والذِكرُ الطيّب صدقةٌ جاريةٌ تُخلّدُ الأثر وتُبقى الذكرى والحكمةُ ورصانةُ العقل كنزانٌ يُثريانِ الحياةَ ويُنيرانِ الطريق.
لذا، لا تَحصرْ طلبَكَ من الرزق فيما هو ماديٌّ فحسب، بل اسعَ لِغِنىِ الروحِ وغِنىِ العقلِ وغِنىِ القلبِ. اسألِ اللهَ دومًا أن يُؤتيكَ من أرزاقِهِ أكرمها وأطيبها وأنفعها. فهذهِ هيَ الرزقُ الحقيقيّ الذي يُثري حياتَكَ ويُضفي عليها معنىً سامياً.
تذكرالرزقُ لا يُحصَرُ في المالِ فكثيرٌ من الأغنياءِ يعانونَ من فقرِ الروحِ وفراغِ القلبِ.
الشكرُ يُضاعِفُ الرزقَ عبّر عن امتنانكَ لما لديكَ من نِعمٍ، فذلكَ يُضاعِفُها ويُجلبُ المزيدَ.
القناعةُ كنزٌ لا يفنى اعلم أنّ القناعةَ غنىً النفسِ، وأنّ السعادةَ الحقيقيةَ لا تأتي من كثرةِ المالِ، بل من طمأنينةِ البالِ وراحةِ الضميرِ.
اجعلْ سعيَكَ في الحياةِ سعيًا وراءَ الرزقِ الحقيقيّ، ذلكَ الذي يُثري حياتَكَ ويُضفي عليها معنىً سامياً.