اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

أحداقٌ مُستَعِرة

 أحداقٌ مُستَعِرة





بقلم الشاعرة التونسية 

الثريا بن مسعود خلوط


لَدَيَّ فُصحايَ منذ الصِّغَرِ تُرافقني

تَؤُزُّ قلمي تَهُزُّه هـزّا

كم يُؤلِمُ الشِّعرُ حين يَطفَحُ مِن وَجعٍ مِن وَصَبٍ مِن جُبِّ يوسُفٍ ثمّ يغرق في بِئرِ أسايَ

قد تقاسَمتُ مع درويشٍ حُبَّ الكلماتِ.. 

تقاسَمتُ مع الشّعراء لُغَة الفرقانِ

فباتوا يُفَتّشون في أغراضي عن شَبَهٍ 

يُحَرّفون الأغراضَ دون رأفَةٍ

عن سابقِ قَصدٍ

يَتَرصَّدون الحرفَ.. بالحَرفِ

يَسكُبونَ في كأسي المَزيدَ مِنَ الألم

على الألم على الجرح

بين الجنباتِ خَلّفوا دمارا

ما ذنبُ حرفي حتّى يُردَى قتيلا

على وَرَقي

يَتحدّثون عن موتٍ عن قبورٍ عن كفنٍ

أَ وَلم يَرَوْا أنَّ أيْديهم قد وَأَدَتْ قصائدي في صدري

نَزَعتُ بُردةَ الشِّعرِ 

و نَوَيْتُ هَجرَهُ

فٱخْتَلجَ الشِّعرُ مرتعشا في صدري

صاح باللهِ كُفّي.. كُفّي 

أُكَفكِفُ الدّمعَ بِظاهِرِ حَرفي و باليَدِ

يَحتَرِقُ الجَّمرُ و الأنامِلُ

أضرِبُ وَجَعَ الكَفِ بالكَفِّ

أَ كُلّما كَتبتُ حرفا 

تَتَفَنَّنُ الممحاةُ في فَسخي

أَ كُلّما حَلَّقَ نَسري 

يَتَفَنَّنُ الصيّادُ في اِردائي بالقَنْصِ

رصاصةٌ.. اثنتان.. ثلاثةٌ

ما بالكم تَرمون قلبي بالنّار

و بالقلبِ لَهبٌ يُشعِلُ ما على الكتبِ مِن أدَبٍ

أنا أموتُ و أحيا في نَصّي

هذا الحرفُ لي و القلَمُ و القِرطاسُ

و الدّمعُ في الأحداقِ يَستَعِرُ

فهل أبيعُ أشعاري على قارعةِ الطريقِ

و أُنادي بِمِلْءِ صوتي

هل مِن مُشتَرٍ

أَمْ أَدفِنُ ما تَبَقّى مِنّي وأَكتفي

أَمْ كما السّرابُ

على وَقعِ فرقَعةِ إصبعٍ

يَتبخّرُ فأتـبخَّر.. يَنتَفي فأنتَفي.

google-playkhamsatmostaqltradent