تمثالي ممنون أشهر آثار البر الغربي بالأقصر
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
أثناء مرورك علي الطريق المؤدي إلي مقابر وادي الملوك تقابل تمثالين ضخمين من بقايا معبد قديم بني لتخليد ذكري الملك أمنحتب الثالث أحد ملوك الأسرة ال 18 الذي حكم بين عامي 1417و 1379 قبل الميلاد، فما حكايتهما.
يذكر الآثارى محمد حمادة رئيس فريق أحفاد الحضارة المصرية ورئيس اللجنة الفرعية لحملة الدفاع عن الحضارة المصرية بالمنصورة والغردقة أنه لم يتبق من المعبد الجنائزي سوى التمثالين العملاقين، بارتفاع يصل إلى 20 متر
إذ استخدم المعبد كمحجر تم اجتزاء الأحجار منه في عهد الأسرة التاسعة عشرة.
وكان أمنحتب الثالث هو أول ملك يقيم تمثايل ذات أحجام بضخامة هائلة، يبلغ ارتفاع الواحد منهم 21.9 م، ويجسد التمثالان الملك أمنحتب الثالث وهو يجلس على العرش بمسند منخفض، واضعًا يديه على رجليه وفوقه التاج الملكي، وإلى يمين ساقيه يوجد تمثال صغير لزوجته الملكة "تي" وإلى يساره تمثال صغير لأمه "موت أم ويا"، وعلى جانبي العرش يوجد نقش يمثل آله النيل، يربط نبات البردي واللوتس (الدلتا والصعيد) رمز كل منها، وذلك إشارة لتوحيد البلاد.
وقد اشتهر التمثالان العملاقان باسم تمثالا ممنون نتيجة زلزال حدث عام 27 قبل الميلاد، أدى إلى سقوط الجزء الأعلى من التمثال الشمالي وتصدع بعض الأجزاء وأطلق عليهم اسم " ممنون " في عهد الإغريق بسبب تصدع حدث في أحد التمثالين وكان يمر منه الهواء محدثًا صوتًا كالأنين.
وأصبح للتمثال الشمالي شهرته الأسطورية بعد الزلزال، إذ كان يصدر منه صوت غريب، كلما مرت الرياح من خلاله، ولهذا أطلق الإغريق على التمثالين اسم "ممنون" تيمنًا بالبطل الأثيوبي الأسطوري ويدعى "ممنون" والذي قتل على يد آخيليس البطل الأسطوري الأغريقي في حرب طروادة.
وبحسب الأسطورة، طلبت "ايوس" والدة "ممنون"، وهي إلهة الفجر، من الإله "زيوس"، أكبر آلهة الإغريق أن يميز ابنها عن باقي البشر، فكان يظهر لها "ممنون"
في الفجر عن طريق هذا الصوت، وكانت أمه تبكيه عند سماع صوته، وكانت دموعها هي قطرات الندى.
وقد شاعت أسطورة تمثالي "ممنون" وظاهرة الصوت الذي يخرج من التمثال الشمالي، واستقطب الموقع الزوار من الإغريق، والرومان، وغيرهم من سكان العالم القديم ومن أشهرهم، الإمبراطور الروماني "هادريانوس" وزوجته.