كدبة أبريل
د. سارة نصار
دكتوراه في علم النفس
في شهر أبريل من كل عام نجد اليوم الأشهر المُتعلق بالكذب والمعروف بكدبة أبريل، ولكن في حقيقة الأمر الكذب ليس مزحةً ولا سلوكًا هينًا بل هو صفة مذمومة يجب تجنبها، فإذا نظرنا للكذب من منظور نفسي سنجد أن الكاذب يكذب لأسباب مُختلفة قد يكون لجلب منفعة أو لمنع ضرر أو لتجميل وضع إجتماعي، فتوجد دوافع عديدة للكذب ولكن ليس هناك ما يُبرره، وعند تحليل سلوك الكاذب نجده غير كفء في العلاقات الإجتماعية، لذا في الصداقة لا تثق في صديق كاذب وغير مباشر في مواقفه، كذلك في الزواج لا ترتبط بفتاة تًجيد أسلوب اللف والدوران وتتفنن في تزييف الحقائق ودائماً تجد أفعالها غير مطابقة لما تقوله، فتلك الفتاة سوف تجهدك نفسياً ولن تستقر حياتك الزوجية مع امرأة تحمل هذه الصفات، نعم قٌلت صفات وليس صفة واحدة لأن الكذب كصفة سيئة يحمل في طياته زُملة صفات سيئة أخري، كالخداع فالشخص الكاذب يكون مُخادع يخدعك بإخفاء ما يجب عليك معرفته، وهو كذلك شخص خائن فالكذب والخيانة صفتين متلازمتين لأن الشخص الذي يكذب عليك في ذات اللحظة يخون ثقتك التي منحته إياها، حيث أن الأساس في أى علاقة سوية أن تقوم على الصراحة والوضوح كسبيل للتعامل وليس الغش والتضليل، كما أن الكاذب شخص جبان لا يستطيع المواجهة لكنه يجيد المراوغة، كما أنه غير عفوي وغير تلقائي لأنه غالبًا يكون حذر لما يقوله، في النهاية يهمني عزيزي القارئ أن تحذر من الشخص الكاذب وأن لا تقحمه في حياتك الشخصية، وأن تجعل بينك وبين الكذب سدًا منيعًا أولاً لأن الله نهانا عنه، ولأنه يُفسد علاقاتك الإجتماعية والشخصية، كن صادقًا لتكن من النادرين وتنل إحترام وثقة الآخرين.