" كل ممنوع مرغوب "!!
ما قل ودل
ا. د. عبدالكريم الوزان
رئيس الجامعة الأفروآسيوية
مقولة اختلف البعض في أصلها. منهم من انطلق من قصة سيدنا آدم وأمنا حواء حين وسوس لهما الشيطان بتناول ثمرة الشجرة التي نهيا عن الاكل منها. آخرون قالوا إن مردها لقيس ابن الملوح حينما غالوا في حرمانه من ليلى فقال " وزادني كلَفاً بالحب أن مُنعت وأحب الأشياء إلى الإنسان ما مُنعا وكل ممنوع مرغوب".
ومهما اختلفت الروايات فإن رغبة الانسان في التطلع الى تحقيق كل ما لايستطيع نيله أو فعله أو الاستحواذ عليه، لايجيز له إن يتخطى القيم والضوابط والثوابت ويخالف الأنظمة والقوانين والمحرمات، لمجرد انه يبغي تنفيذ ما يدور في فكره وماتشتهيه نفسه.
ومع أن البعض يبرر فعلته، لكن الحقيقة مخالفة لادعائه تماما. وعلى سبيل المثال: هل يرضى فلان بزنا المحارم؟!. وهل لايمانع اذا ما تلصلص عليه أو على أحد أفراد أسرته شخص ما ؟! وهل سرقة المال العام من أجل تحقيق رغبات شخصية أو التباهي يسند هذا القول ؟! وقس على ذلك.
اليوم ونحن قد دخلنا الألفية الثالثة وماتقتضيه من وعي ومعرفة وانسانية وتحضر واحترام يتحتم علينا أن نصحح ونصوب مفاهيم أبنائنا في البيت والمدرسة والعمل والملتقيات، ونجنبهم كل ماهو غير سوي وتربوي ومنطقي من أمثال وأقوال وحكم منقولة ومتواردة ، ومن الضروري التمعن مليا في مصادرها ومروجيها. والأصلح لنا القول: كل ممنوع مفهوم !!.