اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

زيارة إلى الإسماعيلية "باريس الصغرى"

 زيارة إلى الإسماعيلية "باريس الصغرى"






كتب  - د . عبد الرحيم ريحان


يأخذنا اليوم الرحّالة الكبير المهندس فاروق شرف استشارى وخبير الترميم والمنشآت التاريخية إلى مدينة الإسماعيلية التى بنيت حول بحيرة التمساح لكى تكون مركزًا لشركة قناة السويس العالمية في عهد الخديوى إسماعيل الذى خطط لإنشائها لتكون مركزًا عمرانيًا تدار منه دفة الممر الملاحي العالمي الذي غير وجهة طرق التجارة العالمية.




باريس الصغرى

ويشير المهندس فاروق شرف إلى أن الإسماعيلية تمزج بين كل صور الإبداع في فن العمارة خاصة العمارة الفرنسية التى كست ملامحها أشكال وتصميمات فيلات العاملين بهيئة قناة السويس وكأنها لوحة فنية تتجلى فيها كل عناصر الجمال والروعة،فقد كان انبهار الخديوي إسماعيل بالمجتمعات الأوروبية خاصة الفرنسية له أكبر الأثر في تخطيطه وتوجيهاته لجعل المدينة قطعة من باريس حتى كان يطلق عليها ( باريس الصغرى ).






حى الإفرنج

هو من الأحياء العريقة فى مدينة الإسماعيلية، حيث أنه أول حى تم تخطيطه وتشييده فى المدينة والمتواجد به أول شارع تم تشييده وهو شارع الإمبراطورة أوجينى، وأول ميدانين هما ميدان شمبليون وميدان ليبنتز، وبه فيلا دى ليسبس المشهوره والمتواجدة فى شارع محمد على وشارع سالا، وهذا الحى العريق الذى كان به 8 جاليات أجنبية أكثرها الجالية اليونانية التى يسكن بعضها فى الكاريه وكانت كل منازل الكارية من طابق أو طابقين ويطلق عليه (الكاريه) أو المربع اليونانى.



تخطيط الإسماعيلية

ينوه المهندس فاروق شرف إلى أن المهندس الفرنسي هوسمان هو الذي وضع حجر الأساس لمدينة الإسماعيلية، الذي كلف بتخطيط المدينة بتكليف مباشر من الخديوي إسماعيل والذى حرص عند عودته من زيارته لفرنسا على اصطحاب عدد من المهندسين والمعماريين الفرنسيين وذلك لتخطيط مدينة تكون نسخة متطابقة مع "باريس" تدار من خلالها كافة الأمور المتعلقة بقناة السويس وذلك يجعلها محط أنظار العالم، وكانت بداية الإنشاء لهذه المدينة عبارة عن إنشاء فيلات ومساكن.






تم اختيار مكان الحى الأفرنجي عن طريق المهندسين الفرنسيين فى مواجهة قناة السويس مباشرة حتى يستطيع ساكنى الفيلات التمتع بجمال المياه وما يحيطها بمناظر خضراء تريح النفس وتوفر كل سبل الهدوء والراحة، وكان ذلك عام 1912 وإستمر البناء لمدة 10 سنوات لاستكمال حي النخيل، وكان شكل البناء لا يزيد عن طابقين اثنين محاط به حديقة واسعة على غرار العمارة المنتشرة في أنحاء الريف الفرنسي، حيث كانت تحتوي على أجود أنواع الأشجار المثمرة من المانجو والجوافة والليمون وأشجار الجهنمية ذات اللون الأحمر التي تضفي انعكاسًا في ألوانها مع ألوان التصميمات الزخرفية بنية اللون.






وتتميز الغرف داخل المساكن بكبر حجمها وكثرة أعدادها، وقد صمم المسكن ليكون الدور الأرضي لاستقبال الضيوف، حيث توجد به صالة كبيرة تسع لنحو 3 جلسات مختلفة بالإضافة لحمام ومطبخ وغرفة مغلقة لمبيت الضيوف، وتتكون أرضيات المبنى من الخشب الباركية.






وكانت تزين واجهات الفيلات بالرخام على نمط العمارة الأوروبية، كما تم عمل السقف بالقرميد الأحمر المائل مثل سقوف منازل الريف الفرنسي والتي صممت بهذا الشكل للتخلص من الأمطار وعلى ألا تزيد نسبة المبانى على 20 فى المائة من مسطح الأرض، وأن يكون كل مبنى لساكن واحد، وأن تمتد الحديقة لثلاثة أضعاف مساحة المبنى، وتكون ذات سور عال حفاظًا على الخصوصية داخلها.

google-playkhamsatmostaqltradent