اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الدفاع عن الحضارة تطالب باستقلالية الآثار وربط السياحة بالطيران

 الدفاع عن الحضارة تطالب باستقلالية الآثار وربط السياحة بالطيران






كتب -  د . عبد الرحيم ريحان


تشهد حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان بالطفرة التنموية التى وصلت إليه السياحة فى خلال الثمانى سنوات الماضية للرؤية الصائبة للقيادة السياسية التى وضعت نصب أعينها على منظومة السياحة فى مصر وكيفية تطويرها باعتبارها تنشيط لكافة أوجه النشاط الاقتصادى فى مصر من زراعة وصناعة ونقل وغيرها.



30 مليون سائح

وتم وضع مخطط وجهت كل الوزارات للمشاركة فيه كل فيما يخصه للوصول بالسياحة المصرية إلى 30 مليون سائح، علاوة على تنشيط كافة المقومات السياحية لزيادة عدد الليالى السياحة ومعدلات الإنفاق السياحي واستهداف شرائح ذات إنفاق أعلى من السائحين، حيث يعمل بالسياحة ما يقرب من مليون شخص بطريقة مباشرة، و2.4 مليون شخص بطريقة غير مباشرة من خلال العمل بالصناعات التكميلية التي تصل إلى ما يقرب من 70 صناعة مكملة لصناعة السياحة.






مشروعات قومية

ويتطلب هذا المجهود  تغيرات فى المنظومة الإدارية لتحقيق الهدف المنشود خاصة مع تبنى الدولة لمشاريع قومية كبرى غير مسبوقة وهى مشروع التجلى الأعظم لتعظيم كل المقومات السياحية بسانت كاترين خاصة وسيناء عامة والاستفادة من إبداعات أهالى المنطقة من طب الأعشاب ومنتجات تراثية وفنون سيناء لتحقيق مبدأ الاستدامة للمشروعات السياحية.



علاوة على مشروع تطوير محطات العائلة المقدسة من رفح إلى الدير المحرّق بأسيوط الذى يستهدف 2.3 مليار مسيحى فى العالم لو حصلت مصر منهم على نسبة 2% فقط فقد ضمنت دخول 46 مليون سائح، والتى تعمل كل أجهزة الدولة والمحافظين بالمحافظات التى تشملها هذه المحافظات على تطوير البنية التحتية وتمهيد الطرق لتيسير الوصول إلى هذه المحطات وتجميل الميادين والتشجير ودهان المنازل وتنمية وتطوير والترويج للصناعات التراثية بهذه المواقع وتزويد المواقع بكل الخدمات لارحة الزائرين، وكذلك مشروع تطوير القاهرة التاريخية بشارع المعز لدين الله الفاطمى ومجرى العيون وعين الصيرة والمنطقة حول متحف الحضارة ومسار آل البيت بشارع الأشرف خليل لتعظيم قيمة السياحة الروحية والمسارات التاريخية التى تنفرد بها مصر مثل مسار نبى الله موسى بسيناء ومسار العائلة المقدسة ومسار آل البيت.



هذا بالإضافة إلى إنشاء متاحف جديدة مثل "متحف شرم الشيخ وكفر الشيخ والغردقة ومتحف سوهاج القومى ومتحف الحضارة"، وتطوير متاحف تعرضت للتلف بفعل الإرهاب مثل "متحف الفن الإسلامى ومتحف ملوى"، وتطوير ميدان التحرير محط أنظار سياح العالم بتكلفة 150 مليون جنيه، وانتظار العالم لافتتاح الرئيس السيسى للمتحف الكبير.






شهادات دولية

وشهد بهذه الطفرة العالم أجمع حيث تقدمت مصر 18 مركزًا في مؤشر تنافسية السياحة والسفر في الفترة من 2015 وحتى 2019، كما أكدت مجلة "travel inside" أن مصر الأولى عالميًا بين الوجهات السياحية الأكثر طلبًا خلال الفترة الحالية، لتتفوق بذلك على العديد من المقاصد السياحية الأخرى كجزر المالديف وجزر الكاريبي، كما أكد المجلس العالمي للسفر والسياحة، حصول مصر على خاتم السفر الآمن، فضلًا عن اختيار موقع "tripadvisor"- الذي يعتبر أكبر منصة للسفر في العالم- مدينة الإسكندرية أحد أفضل الوجهات السياحية الرائجة على مستوى العالم، حيث جاءت في المركز 23 عالميًا، كما اختارت الإيسيسكو القاهرة كعاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامى 2022.



السياحة والطيران

رغم كل هذه الإنجازات فإن فكر منظمى السياحة الدوليين ما زال فكرًا تقليديًا لتنظيم الرحلات المعروفة لمواقع الأهرامات وسقارة والمتحف المصرى والأقصر وأسوان وليس لديه دراية بهذه المسارات الروحية وتتعامل معهم شركات السياحة حتى تستمر السياحة بصرف النظر عن مواكبتها للمشروعات الجديدة أم لا، وكأن المشروعات فى وادى وتنظيم الرحلات إليها فى واد آخر.






وسبب ذلك أن الرحلات السياحية تتضمن برنامجًا شاملًا متضمنًا الزيارة بالطيران  وفصل السياحة عن الطيران يؤثر على تنظيم الرحلات بالسلب، لذا يتطلب الأمر ضم وزارة السياحة للطيران وتنسيق عمل المكاتب السياحية بالخارج وتعيين مستشار سياحى غير المستشار الثقافى الذى يقتصر عمله على متابعة البعثات العلمية المصرية بالخارج، على أن تكون مهمة المستشار السياحى هى التعامل مع أسواق السياحة الخارجية ومنظمى الرحلات وتعريفهم بمشروعات الدولة الجديدة ليتم تنظيم الرحلات وفق هذه المستجدات والتنسيق بين شركات السياحة فى مصر ومنظمى الرحلات بالخارج.



استقلالية الآثار

ويجب أن تعود وزارة الآثار وزارة مستقلة تشرف على العديد من الهيئات المستقلة إداريًا وماليًا مثل هيئة المتحف الكبير، لأن العمل الأثرى هو عمل علمى ثقافى حضارى بالدرجة الأولى وواجهة مصر الحضارية أمام العالم، وهو مقوم واحد من مقومات السياحة وإن كان الرئيسى، لكن مصر تمتلك كل مقومات السياحة الأخرى من سياحة بيئية وسياحة السفارى ومجتمع الصحراء وسياحة المؤتمرات والسياحة الترفيهية التى تشمل الغوص والرياضات البحرية المتنوعة علاوة على السياحة العلاجية التى بدأت تخطو فيها مصر خطوات هامة بإنشاء منتجعات سياحية بسيناء وعقد عدة مؤتمرات بشرم الشيخ فى هذا المجال لجذب مزيد من الاستثمارات لتنمية السياحة العلاجية.





بأننا البلد الوحيد فى العالم الذى خصص علم بإسمها وهو علم المصريات، وبالتالى فهى جديرة بأن تكون وزارة الآثار بها مستقلة لتتسع قاعدة الاستفادة العلمية من الاكتشافات الكبرى كوسيلة للترابط الحضارى مع شعوب العالم الذى ينظر إلينا من خلال هذا الإرث الحضارى، ويتعاون معنا فى شتى المجالات باعتبارنا أحفاد من صنعوا أعظم حضارة إنسانية فى التاريخ، مع إعادة توظيف الآثار فى أنشطة ثقافية وسياحية لا تضر بها وتحافظ على طبيعتها.



ومن هذا المنطلق تطالب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بضم وزارة السياحة إلى الطيران، وعودة وزارة الآثار وزارة مستقلة تشرف على مجموعة من الهيئات الذى يجب أن يكون لها الاستقلال الإدارى والمالى مثل هيئة المتحف الكبير.

google-playkhamsatmostaqltradent