اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

زيارة إلى مسجد الجوهرة الأثرية في باب الشعرية

 زيارة إلى مسجد الجوهرة الأثرية في باب الشعرية




كتب د. عبد الرحيم ريحان


بمجرد دخولك إلى حي باب الشعرية من الأحياء الشهيرة بمصر يقابلك مسجد سيدي الدشطوشي، وهو المسجد الذى كان صاحبه يسمى بين الأولياء "صاحب مصر" فمن هو وما حكاية مسجده؟

يجيب على ذلك ويرتحل معنا المهندس فاروق شرف استشارى وخبير الترميم والمنشآت التاريخية

مسجد ومقام (الدشطوشى) .

يقول عنه أبو "المواهب الشعراني"، وهو من أشهر تلاميذ الشيخ عبد القادر الدشطوشي: "بأنه كان من أكابر الأولياء" وصاحبه 20 عامًا، ووفق المراجع، اجتمع "الشعراني" بشيخه "الدشطوطي"، وكان دون البلوغ، في أول أيام رمضان سنة 912هـ، وأخذ منه "البركة"، ويقول: "الشعراني": "قال لي: اسمع هذه الكلمات واحفظها، تجد بركتها إذا كبرت.. فقلت له: نعم.. فقال: "يقول الله عز وجل: يا عبدي لو سقت إليك ذخائر الكونين فملت بقلبك إليها طرفة عين فأنت مشغول عنا لا بنا، فحفظتها فهذه بركتها".

من هو الدشطوشى ؟

هو الشيخ شرف الدين عبد القادر الدشطوشي، الذى ينتمى لقرية دشطوش التى ولد بها - مركز ببا الكبرى بمحافظة بنى سويف .. كان شافعى المذهب ناكسًا زاهدًا لا يأكل الطعام إلا القليل .. توفى فى التاسع من شعبان سنة 924 هـ عن عمر يناهز 80 عامًا ودفن بمسجده.




يشير المهندس فاروق شرف إلى تشييد المسجد في عهد السلطان قنصوة الغوري، على شكل المدارس المتعامدة، حيث يتكون من صحن مربع الشكل يتوسط المسجد، مغطى بسقف خشبي، وبه فتحة "شُخشيخة"، ويحيط بالصحن أربعة إيوانات - أعمقها إيوان القبلة، الذي يتقدمه ثلاثة عقود نصف دائرية محمولة على عمودين، وإلى جانب إيوان القبلة من الجهة الجنوبية، غرفتان معقودتان ومفتوحتان على الإيوان، بهما نوافذ قنديلية مغشاة بزجاج معشق متعدد الألوان، ويضم الإيوان الشمالي ست نوافذ، تطل على شارع جانبي، بينما الإيوان الجنوبي له باب يؤدي إلى طرقة، تنتهي إلى مدخل المسجد الرئيسى الذي يطل على شارع بورسعيد.




ظل المسجد محتفظًا برونقه على مدى ستة قرون، مواجهًا التغيرات التاريخية التي تعاقبت أحداثها على المحروسة، ورغم شموخ المظهر الخارجي للمسجد الأثري، إلا أن المياه الجوفية كانت تنحر في أساساته، مهددة بقاءه، بسبب تصميمه المعمارى الفريد من نوعه ، حيث تم بناء دورة مياهه الأصلية أسفله، ولعل المعماري أراد بذلك أن يتفادى- النشع- الذي قد يصيب المسجد وقت الفيضان، لوقوعه على الضفة الغربية للخليج الذي كان يخرج من فُم الخليج في منطقة مصر القديمة، وينتهي عند خليج السويس، الذي ردم في أوائل القرن العشرين، وقد أبطل استعمال هذه الدورة القديمة، وبُنيت بدلًا منها أخرى تقع في الضلع الجنوبي للمسجد.




تمت أعمال الترميم والتدعيم وأهمها خفض منسوب المياة واستبدال الأحجار التالفة واستكمال للأجزاء المفقودة وتغيير الأخشاب التالفة مع عزل الأرضيات ثم التكسية بترابيع من الحجر المعصرانى .. كانت الأعمال حسب أصول الصناعة والمدرسة المصرية .. نفذتها شركة مجاهد خليفة للمقاولات.

google-playkhamsatmostaqltradent