برامج الاستثمار الجماعي
كتب - السيد عبد الحي
اعتدنا فى سلسلة المقالات الاخيرة على التعريف بأهم المفاهيم الاقتصادية ليتعرف الناس على طبيعة الاقتصاد وكيفية الحكم على أي قرار اقتصادي سواء على مستوى الدولة او على مستوى الفرد الشخصي للوصول الى ايجابية الاستثمار وتحقق الرؤية الشاملة الهادفة للاستثمار .
وعبر هذا المقال سنتناول موضوع برامج الاستثمار الجماعي لنفهم طبيعة الاستثمارات المتواجدة فى أي سوق وكيفية التقييم وتحديد الخيار الامثل امام المواطن للاستثمار .
اعتاد الكثيرون منا على الاستثمار المباشر فى عدد من الاستثمارات التي ترتبط عادة بالعوامل الوراثية والتعليمية للفرد أي ان هناك من يستثمر فى مشروعات فردية او شركات محدودة متوارثة عن الاباء
او مشروعات فردية تتناسب مع وظيفة الفرد ومستوى تعليمه وهناك من يلجأ الى الاستثمار العام الساري فى المنطقة او البلد مثل الودائع او الاستثمار العقاري
او الذهب والعملات وهي استثمارات تميل عادة الى الموجة العامة للاستثمار والعديدون يركزون على البعد عن المخاطر عن طريق الاستثمار فى منتجات سهلة مباشرة يسهل تحويلها لنقود فى أي وقت .
وبرامج الاستثمار الجماعي من ابرزها صناديق الاستثمار تهدف الى توفير قنوات اكثر احترافية للاستثمار فى عدة انشطة وليس فقط الاسهم كما يظن البعض لان هناك صناديق عقارية وصناديق للعملات وصناديق للسلع وغيرها من الصناديق التي تشارك فى بناء المؤسسات الاقتصادية الضخمة وتتيح توفير قدرة تنافسية اكبر للاستثمار .
الاستثمار الفردي عادة يتركز فى اوعية استثمارية محدودة مما يرفع مستويات المخاطر اما الاستثمار الجماعي يوفر تنوع الاستثمار برؤوس اموال ضخمة ويوازن بين المخاطر والعائد كما ان وحدات الاشتراك فى صناديق الاستثمار عادة تكون متاحة للافراد فيستطيع أي فرد المشاركة بأي عدد من الوحدات والاسترداد وفق الشروط الميسرة فى الصناديق كما ان ارتفاع اسعار الاستثمارات فى الصندوق ترفع تلقائيا سعر وحدة الصندوق مما يسهل على الفرد تقييم حجم وسعر استثماراته فى وقت التقييم .
اذا ماهي صناديق الاستثمار بمفهوم ابسط هي مشروع استثماري مشترك فى صورة صناديق تصدرها جهات او شركات معتمدة ومراقبة من الجهات الرسمية ولديها قوائم مالية معلنة وبيانات التقييم تتم بشكل دوري حسب نوع الصندوق وتقوم الجهة المصدرة للصندوق بإدارة الصندوق مقابل رسوم ادارة ويتم التعامل مع المنتجات المستثمر بها فى الصندوق بٱحترافية مهنية من حيث جودة العائد ومستويات المخاطر المرتبطة بالاستثمار .
وهناك العديد من انواع الصناديق الاستثمارية حسب رغبة المستثمر كما انها تختلف فى درجات المخاطر حسب طبيعة الصندوق وتتمتع الصناديق بالشفافية فى الاعلان والتقييم كما انها تتيح للمستثمر العادي تنويع استثماراته والدخول فى شركات او استثمارات يصعب الاستثمار بها بمفرده لصعوبة توفير رأس المال الكافي لها او صعوبة التفرع لادارة العديد من الاستثمارات فى وقت واحد كما عامل الخبرة مهم جدا فى تحقيق جودة الاستثمار .
وتدار هذه الصناديق من شركات ادارة الاصول وهي شركات تتمتع بوجود كوادر علمية ومهنية تستطيع اتخاذ القرار الاستثماري ووضع استراتيجية للاستثمار وتنويع الاستثمار وفق منهج علمي ومهني احترافي كما انها تخضع للرقابة المستمرة فى قدرتها المالية وشفافية ونزاهة الاداء ومستويات الافصاح مما يعطي لها افضلية عملية للاستثمار .
الاستثمار الفردي قد يؤدي الى التكتل الاستثماري السلبي فى قطاعات تمتص السيولة بدون حماية اما الاستثمار الجماعي يتيح الفرصة للتنوع وتوفير امثل للبدائل الاستثمارية .
وتتنوع مسميات صناديق الاستثمار فى العالم بين صناديق الاستثمار المشترك او صناديق الاستثمار ذو رأس المال المتغير او الثابت وايضا صناديق الاستثمار المغلقة والمفتوحة ومهما تغيرت المسميات فهي تقع ضمن الاستثمارات الجماعية التي تهدف الى تحقيق كفاءة الاستثمار .
جودة الاقتصاد فى العالم تتوقف على قدرة الدولة ومؤسسات الاستثمار بها ومنها صناديق الاستثمار على جذب وادارة الاستثمارات بكفاءة و كلما توجهت السيولة نحو الاحترافية المهنية كلما زادت مستويات الاحترافية العملية للاقتصاد من ناحية وللافراد من ناحية اخرى بتركيز الافراد على تطوير مهنهم الخاصة والاستثمار عبر برامج الاستثمار الجماعي يحقق المعادلة الاستثمارية الامثل للفائض الشخصي لأي مواطن لتناسب اسعار وحدات الاستثمار فى الصناديق مع اغلب المواطنين.