أزمة تعلق
بقلم : د . غاده سند
إستشاري صحة نفسية وإرشاد نفسي وأسري
ينصرف الذهن شاردا نحو التفسير والتحليل حين يسمع بمصطلح التعلق فيتجه المؤشر نحو معنى الارتباط الهش فى مضمونه .الاجوف من القوه.حيث يشير إلى تعلق طرف بأطراف الاخر وليس بمحتواه ، حيث علاقه غير وطيده يظل يتخللها القلق الدائم وخوف السقوط والكسر لانه ارتباط هش البنيه من عوز واحتياج ناقص من إحدى الطرفين فيدفعه قلقه لمزيد من التمسك والالتفاف حول العالق به حتى يصل لحد الاختناق .
ولكن الحقيقه انه ليس كل تعلق أزمة فالتعلق كمفهوم نفسى: هو رابط عاطفي بين الشخص ومقدم الرعايه أو الشريك وهى روابط تبادليه بين البالغين .
تكون بين طرفين ويحقق لهما شعور بالامان و الرضا دون سيطره وهو التعلق الآمن. الذى يحقق سعاده واستقرار الطرفين، وهو الأمر الذى حدده الأبوين للابناء منذ طفولتهم واشباعهم لاحتياجات ابناءهم. فتكرر القصص الذى تشكو فيها زوجه من غيره زائده من شريكها .
وفرض الحماية والسيطرة و تفسرها بالحب المجنون وتتكرر قصص الشكوى من الأزواج الذى تشكو غيره زوجاتهن
أو شركاءهن التى تصل لحد الملاحقة والالتصاق بالانفاس ولا تعطى مساحة ولامسافه للحريه أو البعد .
ويكون طلب الطرف الآخر بالحرية
أو الوقت الخاص بمثابه حكم الإعدام على الاخر.، وكثيرا من العلاقات التى تختلط فيها المفاهيم بين الحب الحقيقى و أزمات التعلق .والفرق بينهما كبير ، فالأول يعيش مع مرور الوقت حتى وان كان هناك الانفصال المكانى أو الزمانى وفيه البناء والحدود والمساحات وضبط المسافات.
بينما الثاني يفسر المسافات بالجفاء والبعد انهيار وإنعدام دائم القلق والخوف من الفقد أو الهجر وكأنه علق كل كيانه ووجوده ومعنى حياته على الآخر يستمد منه أنفاس الحياة.
وهو ما يشير لانماط التعلق:
كما أشار اليها الطبيب النفسى جون بولبى فى الخمسينات ان أساليب التعلق تتشكل وتتطور منذ مراحل الطفولة المبكرة استجابه لعلاقتنا مع المربين حيث تتشكل الطريقه التى يستجيب فيها الآباء لحاجات الطفل إلى للأمن والعطف والاهتمام فانماط التعلق اما تعلق أمن سوي او غير سوي مثل : التعلق القلق و التجنبي
و المتقطع فكليهما ينتاب الشخص فيها الشعور بالقلق والخوف من الفقد ويدفعه لخنق العلاقة ويفجر مساحات الخلاف الدائم فيجعل من التعلق ازمة .
فلنكن على مسافة أمنه من شركائنا تسمح لنا ولهم بالتنفس النقي دون احتراق
أو تبلد.