اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الحضارة المصرية عمرها 13 ألف سنة في ندوة "أمجاد العسكرية المصرية في العصور القديمة" باتحاد الكتاب

 الحضارة المصرية عمرها 13 ألف سنة في ندوة "أمجاد العسكرية المصرية في العصور القديمة" باتحاد الكتاب





كتب د. عبد الرحيم ريحان


عقدت ندوة "أمجاد العسكرية المصرية

 فب العصور القديمة" بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر.



وقد أشار الكاتب والأديب عبدالله مهدى رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر 

إلى أن  الندوة تأتى فى إطار احتفال لجنة الحضارة المصرية القديمة باليوبيل الذهبى ( العيد الخمسينى ) لانتصارات أكتوبر المجيدة ، من منطلق أهمية الوعي التأريخي لمجتمع يرغب في التقدم بايقاعات أكثر إيجابية، وبه سنتعرف على ذاتنا، والقدرات الكامنة في قلوبنا وعقولنا كأمة مبتكرة خلاقة للحضارة صانعة لها والوعى التأريخى يؤكد تدفق عطاءات حضارتنا واستمراريتها عبر الحقب التاريخية المتتابعة.



وأضاف بأن أى نهضة حضارية أو طفرة ثقافية لابد وأن تبدأ بالبحث عن الجذور والأعماق، وأن بلورة الإنسان المصرى لمستقبل مشرق لابد وأن تمتد إلى الماضى البعيد وأن تعتمد على تعميق الوعى بالتاريخ والتراث والحضارة المصرية في مختلف عصورها، وهذا الوعى التاريخى والأثرى يكمل الثقافة القومية ويبرز الشخصية الوطنية ويحدث التكامل بين الماضى والحاضر والمستقبل، لأن معرفة تاريخنا واجب مقدس يمليه علينا صوت الحق والعدل، ويدفعنا إليه صوت حبنا للوطن، فهؤلاء الأسلاف قد بنوا لنا هذا الوطن الكريم، ويجب علينا أن نجلي حقائق هذا التاريخ، ونكشف عن عظمتها وأصالتها ونسجل روعة وبهاء حضارتها ونصفيها من شوائب الباطل وأراجيف الحاقدين.





ونوه الأديب عبد الله مهدى إلى أن ندوة

 ( أمجاد العسكرية المصرية فى العصور القديمة ) على جانب كبير من الأهمية  لكونها تتناول طبقة العسكريين المصريين

والدور الذى قامت به المؤسسة العسكرية المصرية فى العصور القديمة وخير من يتحدث عن هذا الدور الباحث الكبير الأستاذ الدكتور أحمد محمود عيسى أستاذ الٱثار المصرية القديمة ومقرر اللجنة التى كتبت كتالوج المتحف الحربى القومى بالقلعة.



وأشار الدكتور أحمد عيسى العالم الآثاري الكبير والأستاذ المتفرغ بكلية الآثار جامعة القاهرة وله كتاب شهير( مصر أم الدنيا ) إلى  تمصير الٱثار المصرية وأن نتجاوز فهمنا للٱثار عن الأجانب، وذلك لأنهم يقيمون دراساتهم على المقارنة والقياس والمفروض أن نعتمد في دراساتنا الأثرية على الوثائق، وكل يوم تخرج علينا اكتشافات جديدة فالٱثار علم ديناميكى متجدد.



وألقى الضوء على حياة تحتمس الثالث القائد المصري الأسطوري، وإسهامات مصر القديمة في الحضارة الإنسانية، حيث  قدمت للبشرية 108 ابتكارًا مصريًا خالصًا أفادت البشرية عبر التاريخ.



كما عرج إلى تصحيح العديد من المسلمات الأثرية، ويذكر أن الأستاذ الدكتور أحمد عيسى قد صحح 43 مسلمة من المسلمات الشائعة في مجال الدراسات الأثرية عن مصر القديمة لعل أهمها :

أن حضارة مصر القديمة يمتد تاريخها إلى 13 ألف سنة وليس 7 آلاف سنة كما يروج الكثيرون، فقد عثر على موقع جنوب توشكى يعود تاريخه إلى 11 ألف عام قبل الميلاد وهو أقدم موقع حضاري مصري (موقع Nabata) ، وأن أول محاولات كتابة في التاريخ كانت في مصر وكانت متمثلة في اختزال الكلمات في حروف دالة مرسومة على الأواني الفخارية التي يعود تاريخها إلى 3700 ق.م كنتيجة لمعطيات الحفائر الآثارية في منطقة نبطة بجوار توشكا يجب تغيير بداية التقويم الزمني لبداية الحضارة الأصيلة على أرض مصر لتكون ١٣٠٠٠ ألف عام وليس ٧٠٠٠ عام فقط.



وأن المصريين القدماء هم أول من انشأ جيشًا منظمًا، حمل فيه اللواء (العلم) وكانت فيه الرتب العسكرية، وأن مصر أول من عرفت النصب التذكاري تخليدًا للشهداء وكان ذلك في عهد الملك "منتوحتب نب حبت رع"، وأن أول وقف لإطلاق النار كان في مصر بين المصريين في جنوب مصر وتحديدًا في ابيدوس في سوهاج وبين الهكسوس في شمال مصر، وأن البعثات التجارية كان من أهم أعضائها "المترجم" الذي كان يمثل الوسيط أو المحلق التجاري الذي يقوم على عاتقة كيفية تفاهم الطرفين.



وعرفت مصر القديمة الجيش النظامي منذ عام ٣٤٠٠ ق.م تقريبا قبل وجود الجيوش النظامية في بلاد الرافدين (العراق القديم) بحوالي ٦٠٠ عام، حيث تظهر نقوش صلاية صياد الأسود على وجود كتيبتين من جنود مصريين يحملون الألوية/ الأعلام ويرتدون زيًا موحدًا ويتدرجون في أكثر من رتبة عسكرية.



وأوضح الدكتور أحمد عيسى أن المتحف الحربي القومي أقدم المتاحف الحربية في العالم وسبقه فقط معرض غنائم أسلحة أمريكي لا تنطبق عليه المقومات المتحفية وقد اضطرت السلطات البريطانية في مصر إلى إغلاق المتحف الحربي في مصر بعد ملاحظتهم إثارته للروح القومية لدى المصريين.



ونوه إلى وجود  دلائل على المد الثقافي والتواصل التجاري المصري الذي وصل إلى الساحل السوري وجزر البحر المتوسط شمال مصر منذ فجر التاريخ المصري القديم، وعرفت مصر القديمة العملات المعدنية لأول مرة في التاريخ على شكل حلقات ذهبية محددة الوزن وذلك قبل مملكة ليديا الإغريقية بحوالي ألفي عام، حيث ابتكرت دويلة ليديا العملات المعدنية على هيئة القرص البيضاوي منقوش الوجهين منذ القرن السابع قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام.



- رؤيتي الخاصة أن الفن المصري القديم هو فن "اصطلاحي تسجيلي" لا يصور الأشياء كما هي بل كما يريد منها أن تعبر عنه من تسجيل ذكريات أو مواقف 

أو تظهره من مكانة ووضعية كل من في التصوير من أشخاص، وهكذا.





وتحدّث الدكتور أحمد عيسى عن الفنان المصري الذى امتلك موهبة واحتراف مراعاة قواعد المنظور والاختزال والتصوير الأمامي مواجهة المتواجد في بعض الأمثلة منذ عصر ما قبل التاريخ،  ولم تكن كل تماثيل المصريون القدماء أصنامًا، وقد كشف عن  ١٥٠ ألف تمثال مصرى قديم حتى الآن تتفرق بين المتاحف المصرية ومتاحف كل بلاد الدنيا، لا تتعدى الأصنام أكثر من ٢٠٠ قطعة فقط، صنعت إمّا من الذهب الخالص أو الخشب المذهب وبحجم ذراع مصري إلى ذراعين (٥٤سم إلى حوالي ١ متر)، أمّا باقي التماثيل فلقد لعبت أدوار الصور الفوتوغرافية أو الهيئات التعريفية بالملوك والحكام أو لأغراض كرنفالية احتفالية.



ويعد دولاب الفخراني " عجلة الفخار" أقدم آلة تكنولوجية عرفها الإنسان القديم، ولقد عثر سير ليونارد وولي في مقابر أور الملكية بجنوب العراق القديم على أقدم دلائل وجود دولاب الفخراني تؤرخ من حوالي عام ٣١٠٠ ق.م، بينما دلت طرز وأساليب صناعة الفخار من طراز زهرة التوليب التي عثر على بعضها في موقع ديرتاسا قرب البداري في أسيوط من حوالي عام ٥٥٠٠ ق.م إلى إستخدام دولاب الفخار في عملية صناعتها وخرطها لتكون مصر قد عرفت واستخدمت دولاب الفخراني من فترة أقدم بأكثر من ألفي عام من استخدامها في بلاد الرافدين.



وتابع الدكتور أحمد عيسى عن سبب تسمية مصر بأم الدنيا من خلال ما نشره فى كتاب خاص بنفس العنوان نشره فى دار أخبار اليوم في سلسلة كتاب اليوم قبل عدة أعوام حيث كانت مصر "أم المدنيات" على ظهر الأرض وأنها قد ابتكرت أكثر من مائة ابتكار واختراع لأول مرة في التاريخ لا يزال العالم بأكمله ينتفع بأصل فكرتها حتى الآن رغم التطور الكبير الذي لحق بها.



واستطاعت مصر التوصل إلى أقدم عمليات تحويل الأشكال الطبيعية إلى رموز كتابية لأول مرة في العالم القديم منذ حضارة نقادة الأولى حوالي عام ٣٧٠٠ ق.م، بينما تنسب أقدم جهود العراق القديم في الشأن الكتابي إلى بدايات الألف الثالث قبل الميلاد.



ودعى إلى "تمصير" علم الآثار المصرية القديمة (علم المصريات) وذلك بالسعي لتمحيص وتدقيق عشرات بل مئات المسلمات التي توارثناها منذ قرنين وأكثر في ضوء المكتشفات الآثارية الحديثة ورؤى ونتاجات وجدانات العديد من العلماء والاثاريين المصريين الذين أضافوا الكثير وشرعوا في إثبات تواجد مصري واضح على ساحة علم المصريات الدولي منذ خمسة عقود .

google-playkhamsatmostaqltradent