جنحة الضرب في القانون المصري

 قربان النيل .. تقليد مصري قديم يستمر حتى الآن

     قربان النيل 

كتبت - دكتورة ميرنا القاضي

باحثه في علم المصريات والشرق الأدنى

هل كانت تعلم أنه يتم تقديم قربان للنيل  إلي الآن !!

نعم على بعد نحو ألف كيلو متر جنوب العاصمة القاهرة تقع منطقة النوبة بأقصى صعيد البلاد وعلى أرضها حياة مختلفة وطقوس وعادات تختلف كلياً عن تقاليد وعادات المصريين حيث يحرصون على ارتداء الملابس التقليدية والاحتفاظ بلغتهم الخاصة. 

كما يشتهرون بصناعة الحرف اليدوية مثل صناعة الخزف والأسلحة التقليدية.

تحظى قداسية النيل بأهمية كبيرة في ثقافه النوبيون ، لكي تسأل أحد النوبيين ما الذي يعنيه نهر النيل بالنسبة له ، فهذا هو جوهر الصعوبة عليك وعليه ، حيث لن يتمكن من الشرح وستخجل من سؤالك.

فالأمر أشبه بعلاقة التنفس باستمرار الحياة

فالنيل هو وطنه الذي سكن ضفافه وجزره آلاف السنين.

ويسير النيل في أرض النوبة بجنوب مصر نحو 350 كيلومترا في حنيات صغيرة متعددة وتتخلله العديد من الجزر سواء الصالحة للعيش على سطحها أو تلك المكونة من صخور جرانيت ملساء، وظيفتها تأكيد أنه لا جمال على هذه الأرض سوى النيل.

حيث ارتبط النوبيون بالنيل ارتباطا شديدا وكانت ومازالت علاقتهم به روحية حيث كانوا يعتقدون بوجود ملائكة تحرس النيل ولذلك يحرص أهالي النوبة على إلقاء الأرز واللبن في النيل يوم عاشوراء كقربان للملائكة

 (انقسلي  يعني الملائكة باللغه النوبية ) إلى يومنا هذا حيث ارتبط النيل بصناعاتهم  وزراعتهم  الوفيره.

 كما اعتمد النوبيون على طمي النيل في صناعة ما يسمى بفرن الدوكةالذي اعتمدوا عليه في طهي الأطعمة كما اعتمدوا على الطمي في بناء منازلهم من الطوب اللبن الذي يتميز بأنه يعزل الحرارة عن المنزل كما تعتبر رحلات ركوب قارب "الفلاكة" على نهر النيل تجربة فريدة من نوعها للاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية والتعرف على ثقافة النوبيين.

فا تدو كيري مدرين

 ( أتحرق شوقا لكي أحضر إليكم )