recent
أخبار ساخنة

مسجد الإمام الشافعي علامة بارزة في مصر الاسلامية

 مسجد الإمام الشافعي علامة بارزة في مصر الاسلامية





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


يعد الإمام الشافعى من العلماء المجددين وهو ثالث أئمة الفقة الاسلامي، وهو تلميذ الامام مالك واتصل بتلاميذ الإمام أبي حنيفة وكان أستاذًا للامام أحمد بن حنبل رحمهم الله جميعًا.



وعن سيرة الإمام الشافعي يشير الدكتور عمرو الشحات المتخصص فى الآثار إلى نسبه فهو الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ويلتقي نسبه بنسب رسول اللهﷺ في جده هاشم، ولد سنة ١٥٠ هـ بغزة، ومات أبوه وهو صغير فانتقلت به أمه إلى مكة المكرّمة وحفظ القران وهو ابن سبع سنين، وكان يحب الترحال لطلب العلم فسافر إلى العراق وهناك أسس مذهبه ثم جاء الى مصر فسأل عن دار السيدة نفيسة واستأذن في زيارتها فأذنت له ورحبت به وأُعجبت بذكائه وفطنته وعلمه فأخذ عنها ما لم يكن قد وصله من حديث عن رسول الله ﷺ





وقد بنى الشافعي رحمه الله مذهبه على فهم مقاصد كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ وفهم الواقع، وكان رحمه الله فصيح اللسان ناصع البيان وقد اثنى عليه العلماء حيث قال أحمد بن حنبل رحمه الله (كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن ) وقد أجمع أهل العلم على أن الإمام الشافعي هو المقصود بقول النبي ﷺ " عالم قرشي يملأ الأرض علمًا ".



حبا الله تعالى الشافعي رحمه الله عقلًا واعيًا فلم يكن مقلدًا ولكن كان مُجددًا وقد راعى في منهجه التجديدي الزمان والمكان وأحوال الناس ولهذا فقد مر مذهبه بمراحل 

حيث اختلفت بعض آرائه الفقهية في مصر (المذهب الجديد) عما كان في العراق

 (المذهب القديم ) مراعاة لظروف البيئة وأحوال الناس.

ويضيف الدكتور عمرو الشحات أن الإمام الشافعي كان جامعة علمية فقد جمع بين علوم التفسير والحديث والفقة وأصوله والنحو والشعر، وعلى الرغم من ذلك كله لم يكن متحجرًا ولا متعصبًا لرأيه، ومن أشهر أقواله (إذا صح الحديث فهو مذهبي) وكان يقول (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب)، وكان يقول :

(اذا رأيتم كلامي يخالف الحديث فاعملوا بالحديث واضربوا بكلامي عرض الحائط ) .





كان الشافعي اذا مرض مرضًا أقعده عن زيارة السيدة نفيسة يرسل إليها من يقول لها ادع للشافعي فإنه مريض فتدعو له بالشفاء فيشفيه الله .. وفي المرض الأخير الذي توفي فيه أرسل إليها كعادته فقالت لمن جاءها: أحسن الله لقائه ومتعه بالنظر لوجهه الكريم  فعلم الشافعي أنها النهاية وقد كانت

وقد توفي الإمام الشافعي بمصر في يوم الجمعة عام ٢٠٤ هـ وعمره ٥٤ عام وترك وراءه ثروة هائلة من العلوم الاسلامية .. مرت جنازته ببيت السيدة نفيسة فصلت عليه (وكان قد أوصى بذلك)، ثم قالت :

(رحم الله الشافعي إنه كان يحسن الوضوء) ولما توفيت السيدة نفيسة كُتب على مقامها الشريف أبياتًا للإمام الشافعي يقول فيها

يا آل بيت رسول الله حبكم .. فرض من الله في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم الشأن أنكم .. من لَم يُصلّ عليكم لا صلاة له.





ويصف الدكتور عمرو الشحات مسجد الإمام الشافعي بأنه علامة بارزة في مصر الإسلامية والذي يضم بداخله أكبر أضرحة مصر، مربع طول ضلعه 15م حيث يقع المسجد في حي الإمام الشافعي شرق القاهرة جنوب قلعة صلاح الدين .. ويضم الضريح الى جوار رفات الإمام الشافعي رفات الأميرة شمسة 

(زوجة صلاح الدين الأيوبي ) ورفات العزيز عثمان (ابن صلاح الدين الأيوبي ) كما يضم رفات والدة الملك الكامل .



هذا وقد بُني المسجد بواسطة السلطان الكامل واهتم ببناء قبة المسجد .. وقد تم تجديده في عهد الخديوي توفيق .. ثم ترميمه وتجديده حديثًا وافتتاحه فى أبريل 2021





ومن الطريف أن قبة الامام الشافعي يعلوها سفينة طولها مترين ونصف وهي ترمز على أن الامام الشافعي بحر العلوم والمعارف ويحمل سفينة النجاة لمن يتزود من هذه العلوم  بالإضافة إلى أنها كانت توضع فيها الحبوب للطيور وكأن علوم الشافعي غذاء لكل طلبة العلم كما أن هذه الحبوب غذاءً للطيور.


google-playkhamsatmostaqltradentX