خانقاه الأمير شايخو بشارع الصليبة بالخليفة
كتب د. عبد الرحيم ريحان
أثر رقم 152 أنشأها الأمير سيف الدين شيخو العمري الناصري من مماليك الناصر محمد بن قلاوون عام 756هـ، 1355م
ويشير الدكتور السيد جابر مدير آثار الدرب الأحمر أن الأمير سيف الدين شيخو العمري عظم شأنه في دولة السلطان الناصر حسن فعينه نائبًا لطرابلس ثم أحضر إلي الإسكندرية حيث سجن وما لبث أن أفرج عنه الملك صالح بن الملك الناصر، وفي عام ١٣٥٧ م وثب عليه مملوك وهو جالس في دار العدل وضربه بالسيف وبعد أشهر توفي متأثرًا بجراحه وكان يقام بالخانقاه دروس الحديث والتفسير والقراءات والفقه علي المذاهب الأربعة وكان لكل درس شيخ وطلبة واشترط عليهم حضور الدروس . ووظيفة التصوف.
ويصف الدكتور السيد جابر الخانقاه بأنها تتكون من صحن مكشوف تطل عليه غرف صغيرة تستخدم لمبيت الصوفية وأربعة إيوانات أكبرها إيوان المحراب الذي تقام فيه الصلاة، وكان لهذه الخانقاوات دور هام في الحياة الإجتماعية في عصر سلاطين المماليك، فإلي جانب إيواء الصوفية ورعايتهم وتوفير الحياة المريحة لهم كانت تقدم الخدمات الإجتماعية المختلفة للناس مثل تعليم الصبيان وتوفير مياه الشرب وتقديم الصدقات، كما قامت الخانقاوات بدور ثقافي وتعليمي في ذلك العصر حيث كان لإهتمام السلاطين والأمراء بإنشاء هذه الخانقاوات .ووقف الأوقاف الجليلة عليها أن هيأ لساكنيها التفرغ التام للحياة الدينية والثقافية فقد كان العلماء والفقهاء يفدون إليها لإلقاء الدروس في الفقه والحديث
رتب الأمير سيف الدين شيخو أربعة دروس علي المذاهب الأربعة . ودرس حديث ودرس قراءات وغيرها، وقد اشترط الأمير شيخو في شيخها الأكبر أن يكون شيخ التصوف وتدريس المذهب الحنفي بالديار المصرية وأن يكون ذو معرفة بالتفسير والأصول وأن لايكون قاضيًا وهذا الشرط عام في جميع الوظائف.
وأول من تولي تدريس المذهب الشافعي بها الشيخ بهاء الدين بن تقي الدين السبكي و تقع الخانقاة تجاه مسجد شيخو وقد نقل إليها رجال الصوفية الذين كانوا يقيمون بمسجده.
ويقرأ فوق المدخل: "أمر بإنشاء هذا المكان المبارك الأمير شيخو الملك الناصري وكان إبتداء الشروع فيه في شهر ربيع سنة ٧٥٦هـ والفراغ مما حواه في شهر شوال من السنة المذكورة"
ويقرأ فوق التربة: "هذا قبر سيدنا ومولانا شيخ أكمل الدين محمد بن محمود بن أحمد شيخ الحديث وشارع الهداية تغمده الله بالرحمة والرضوان في شهر صفر سنة سبعماية وثمانين من الهجرة النبوية"
ويتابع الدكتور السيد جابر بأنه قد ألحقت بهذه الخانقاة مئذنة حجرية ذات قاعدة مربعة مشطوفة الأركان تتكون من ثلاثة طوابق ذات أبدان مزينة بزخارف دالية ( زجزاجية) وكتابية، الطابق الأول والطابق الثاني قطاعهما مثمن وينتهي كل منهما بشرفة حجرية، أمّا الطابق الثالث فذو بدن اسطواني ينتهي أيضا بشرفة ويتوج المئذنة قمة تأخذ شكل القلة المملوكية، وتظهر أيضًا القبة المضلعة التي تغطي المدفن
أمّا زخارف سقف وخانقاة وقبة الأمير شيخو فقد نفذت بالألوان الزيتية علي الأخشاب وقوامها زخارف نباتية من أزهار مختلفة الأشكال يتكون بعضها من ثماني بتلات وبعضها من أربع ويحيط بها فرع نباتي يتخلله أوراق وأزهار لم تتفتح وقد نفذت الزخارف باللون الأخضر والأزرق والأصفر والبني علي أرضية بيضاء