recent
أخبار ساخنة

الدرب الأحمر ، مسار سياحى جديد للآثار الإسلامية ( 1 )

 الدرب الأحمر ، مسار سياحى جديد للآثار الإسلامية (1)





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


تعد سياحة المسارات من المقومات السياحية التى تجذب أعدادًا كبيرة من السياح الذين تطول مدة إقامتهم فى البلد صاحب المسار لزيارة كل محطاته وتساهم فى زيادة عدد الليالى السياحية وقد طبقت هذه السياحة أسبانيا والأردن وتحقق إيرادات كبرى لعبور هذا المسار.



وقد اعتمد اليونسكو مسار حج مسيحى فى إسبانيا عام 1985 وهو طريق شنت ياقب أو طريق القديس يعقوب أو كامينيو دي سانتياغو بالإسبانية أو حج كومبوستيلا باللاتينية ويعرف رسميًا في اليونسكو باسم طرق سانتياغو دي كومبوستيلا وهى شبكة من طرق الحجاج إلى مقام الرسول القديس يعقوب بن زبدي في كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا في جليقية في شمال غرب إسبانيا.





وكل حاج يجتاز 100 كيلومتر سيرًا على قدميه أو200 كيلومتر على دراجة هوائية يحصل على شهادة حج هذا إلى جانب آلاف الأشخاص الذين يزورون المقام بالسيارة أو بواسطة النقل العام أو الذين يعبرون مسافة أقصر من 100 كم مشيًا مما لا يؤهلهم الحصول على الشهادة.



وفى الأردن هناك عدة مسارات سياحية شهيرة وهى مسار عمّان ومسار جرش ومسار معّان ومسار الكرك ومسار إربد ومسار الطفيلة ومسار مادابا ومسار راسون.





وفى مصر هناك دراسات عن سياحة المسارات التراثية منها دراسة انطلقت من كلية السياحة والفنادق جامعة قناة السويس قام بها كلًا من الدكتورة مفيدة الوشاحى والدكتورة أسماء سعيد سلامة والدكتورة مروة حسن عبد الوهاب بعنوان " سياحة المسارات التراثية بالتطبيق على مسار الإسكندر الأكبر من الإسكندرية حتى معبد آمون في واحة سيوة ويتضمن آثار الإسكندرية ومرسى مطروح مقابر العلمية وآثار واحة سيوة المتنوعة.



وقد بدأت مصر منذ مباركة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، أيقونة مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، لاعتمادها ضمن رحلات الحج المسيحى منذ يناير 2018 فى إحياء مسار العائلة المقدسة فى مصر من رفح إلى الدير المحرّق بأسيوط بطول 3500كم متضمنًا 25 محطة فى 12 محافظة.



وكذلك إحياء مسار نبى الله موسى بسيناء فى مشروع التجلى الأعظم الذى أطلق صيحته الرئيس السيسى فى يوليو 2020 وجارى العمل به حيث تقوم الدولة بتنفيذ 14 مشروع بمنطقة سانت كاترين المسجلة تراث عالمى عام 2002





وهكذا ومنذ سنوات تحرص الدولة ممثلة فى قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى للآثار وقياداته الحكيمة على ترميم وتطوير مسار جديد للآثار الإسلامية بمنطقة الدرب الأحمر منذ عدة سنوات وتحت رعاية الكثير من القيادات لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية والآثاريين بالمنطقة منهم من يعمل حتى الآن ومنهم من خرج للسن القانونى ولكن مجهوداتهم محفورة بحروف من نور ليصبح أول مسار معتمد للآثار الإسلامية ستتبعه مسارات أخرى.



وقد بدأ المشروع باكتشاف سور صلاح الدين الشرقي وإزالة التعديات والذى يعد من أعظم اكتشافات الآثار الإسلامية منذ عقود حيث تم اكتشاف أبراج مدفونة أسفل تلال البرقية وبيوت أقيمت عليه واستكمال الأجزاء المفقودة في المسافة من أمام مستشفى الحسين إلي نهاية شارع باب الوزير بالدرب الأحمر.





وهناك مجهودات سابقة لآثاريين عملوا بهذا الاكتشاف يجب الإشادة بها وحفظ حقوقهم وتضمنيهم فى لوحة شرف وهم الخبير الآثارى عماد عثمان مهران المتخصص فى الآثار الإسلامية وذو الخبرة الطويلة فى العمل الأثرى والاكتشافات والإشراف على أعمال الترميم بالقاهرة الإسلامية، وهم الدكتور خالد عزب صاحب الفكرة والمجهود الجبار مع أول مدير للأغاخان مهندس أسامة حمبظاظة، والدكتور محمد مكاوي، ومن قطاع الآثار الإسلامية والقبطية الآثارى مجدي سليمان ومن حمل الراية من بعدهم الحاج طارق غريب والأستاذ أيمن منصور والأستاذ وجدي عباس.





ومن هذا المنطلق كانت الدراسة العلمية للدكتور السيد جابر مدير آثار الدرب الأحمر عن المعالم المعمارية للطريق.



ويشير الدكتور السيد جابر إلى المثلث الأثري وهى تسمية حديثة ترجع لما بعد سنة ٢٠٠٠م، وتطلق علي مساحة من الأرض مثلثة الشكل قاعدتها للشمال موازية لشارع جوهر القائد ( الأزهر ) ورأسها في الجنوب عند السور الشرقي الحجري، وتحده من الجهة الشرقية حديقة الأزهر، ومن الجهة الغربية الشارع الذي يمتد موازيًا لمستشفي الحسين الجامعي، أمّا تسميته بالأثري فيرجع إلي إكتشاف العديد من الآثار فيه أهمها جزء من سور صلاح الدين الشرقي المشيد بالحجر وخلفه وموازي له تقريبًا جزء من سور جوهر الصقلي للقاهرة الفاطمية والمشيد باللبن، فضلًا عن بقايا أساسات مباني من العصر الفاطمي وحتي المملوكي منها بقايا منزل ذو صحن يشتمل علي فوارة ( نافورة). وتم الكشف عن هذا المثلث عام ١٩٩٨م بفضل مؤسسة الأغاخان للخدمات الثقافية - مصر حيث تم ظهور معالم جزء من السور الأيوبي لمدينة القاهرة التاريخية أثناء إعداد حديقة الأزهر ويصل طول السور إلي حوالي ١٥٠٠م

سور صلاح الدين الشرقي أثر رقم (٣٠٧)

وينوه الدكتور السيد جابر  إلى أن سور صلاح الدين أنشاه الناصر صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية في مصر وقد قام ببناء سور حول عواصم مصر كلها الفسطاط والقطائع والقاهرة بين عامي ٥٧٢ / ٥٧٩ هـ، ويبدأ السور ببرج نصف دائري مستدير جنوب الباب الجديد ثم ثلاثة أبراج نصف دائرية ثم يقطع السور برج الظفر يليه بعد ذلك جهة الجنوب شارع الشيخ صالح الجعفري ويمتد السور بعد ذلك جنوبًا في شارع الشيخ صالح الجعفري، ويقع به أحد أبواب بدر الجمالي وهوباب التوفيق والذي عثر عليه عام ١٩٥٤م ، ويقع خلفه حديقة الخالدين ثم يوجد جنوبًا بعد ذلك درب المحروق ويتكون أول برج جنوب برج الظفر من طابقين أرضي وعلوي وهو برج نصف مستدير، ثم يلي ذلك الباب الجديد وهو الوحيد المتبقي علي حالته الأصلية ويتكون من برجين، الجنوبي منهما نصف دائري والشمالي مربع يشتمل علي ممر الدخول

ويتقدم الباب من الجهة الشرقية خندق مطمور الآن يتوسط الخندق كتلة حجرية مصمتة ويلي ذلك البرج الأول جنوبًا وهو برج نصف دائري والبرج الثاني جنوبًا وهو برج نصف مستدير ويتكون من طابقين أمّا برج درب المحروق فهو برج زاويه ويتكون البرج من ثلاثة طوابق بدأت أعمال الكشف عن سور صلاح الدين الشرقي ووضع خطة لترميمه عام ١٩٩٨م، ونشكر الخبير الآثارى عماد عثمان مهران على صور سور صلاح الدين المتفرّدة.

google-playkhamsatmostaqltradentX