recent
أخبار ساخنة

مدرسة ومسجد ألجاي اليوسفي بسوق السلاح

الصفحة الرئيسية

 مدرسة ومسجد ألجاي اليوسفي بسوق السلاح






كتب د.عبد الرحيم ريحان

(ووقف هناك فاشتد على السلطان فبعث إليه بخلعة حماة .. فقال لا أرحل إلا ومعي مماليكي وجميع أموالي فلم يوافقه السلطان)

ألجاى اليوسفى هو أحد أمراء المماليك فى فترة السلاطين من أبناء وأحفاد الناصر محمد بن قلاوون والأمير كان ممن نفى الى الاسكندرية عقب فتنة معتاد حدوثها ووضع فى السجن الخاص بالأمراء المغضوب عليهم بالاسكندرية فأمر السلطان شعبان الإفراج عنه يقول المقريزى أن ( لقبه هو سيف الدين بدأ مملوك صغير ) ولم يفرج عنه السلطان فقط ولكن أمر بترقيته إلى رتبة أمير مائة وجعله أمير سلاح ثم أتابك العسكر والمشرف على البيمارستان القلاوونى أى أنه تحول من سجين مشرد ومهان إلى أمير مقرب من سلطان البلاد وليس هذا فحسب ولكنه تزوج من أم السلطان وهى مكانة لم يصل إليها أحد من أمراء المماليك

ومع حكاية ألجاى اليوسفى ومدرسته ومسجده بسوق السلاح كانت دراسة الدكتورة سهير قنصوة المتخصصة فى الآثار الإسلامية

تشير الدكتورة سهير قنصوة إلى أن الأمير سيف الدين ألجاى بن عبد الله اليوسفى سار على نهج أمراء المماليك، يحيكون المؤامرات والفتن والانقلابات بعضهم لبعض وزاد عليها رؤية كل أمير أنه أحق بالعرش من الجالس عليه أو على الأقل هو ند له، ...تزوج الأمير من السيدة الخيرة العفيفة صاحبة العقل والحكمة خوند بركة والتى كانت جارية ذات جمال أخّاذ قرّبها منه الحسين ناصر بن الناصر محمد بن قلاوون وتزوجها وأنجب ابنه شعبان الذى تولى عرش مصر وهو ابن عشر سنوات وحكم 14 عام وبضعة شهور . كانت ذات مكانة متميزة فى قلب ابنها جعلت أغلب الأمراء يتوددون اليها معتقدين بسيطرتها على قرارات ابنها وهو غير صحيح فما أهمها هو حماية ابنها من سطوة الأمراء ومن القتل ولم يكن لها دور سياسى .. ممن توددوا لها كان سيف الدين ألجاى والذى نجح وتزوجها وأصبح له قرب نادر للسلطان لم يتمتع به غيره من أمراء المماليك .(تزوجت بالأمير الكبير ألجاى اليوسفى وبها طال واستطال وتحكم فى الدولة تحكمًا زائدًا على حد قول المقريزى فى المواعظ والاعتبار.





ذهبت خوند بركة إلى الحج سنة 770هـ فى قافلة عظيمة تحمل من المؤن والخيرات ماحكى عنه المؤرخون وأطالوا وذلك لمؤونة رحلتها ولتوزع على أهل مكة وصحبها مائة مملوك وبعض الأمراء وكان عامًا مشهودًا وسمى عام أم السلطان كما حكى المؤرخون كثيرًا عن أعمال الخير والبر التى أقامتها السيدة النبيلة والتى توفت بعد حجتها هذه بأربع سنوات وحزن عليها المصريين ....وبوفاتها بدأ الصراع بين زوجها وابنها فقد طلب ألجاى ميراثه من زوجته وهو مارفضه السلطان وعرض عليه إمارة حماة فرفض

على أثر ذلك لبس ألجاى آلة الحرب ودعا مماليكه للخروج على السلطان ولكنهم تخلوا عنه وانضموا لجانب السلطان وبدأت المعارك بمن بقى معه والمماليك السلطانية التى كان لها الغلبة وطاردت ألجاى حتى قليوب (فألقى نفسه بفرسه فى البحر يريد النجاة إلى البر الغربى فغرق بفرسه ثم خلص الفرس وهلك ألجاى)

ولم يتركه الأشرف شعبان وبعث السلطان الغطاسين الى البحر فتتبعوه حتى أخرجوه إلى البر فى يوم الجمعة تاسع المحرم سنة خمس وسبعين وسبعمائة ثم حمل فى تابوت على لباد أحمر إلى مدرسته هذه وغسل وكفن ودفن بها، وبعد ثلاث سنوات لحق به الأشرف شعبان الذى تعرض لمؤامرة من الأمراء لقتله وتولية أخوه حاجى (قتله مملوك من مماليك ألجاى اليوسفى اسمه جركس اليوسفى خنقه ووضعت جثته فى قفة وخيط عليها بشعر أسود وألقيت فى بئر ودفنه بعض الجيران ثم نقله مماليكه الى مدرسة أمه خوند بركة

مات السلطان شعبان والذى لم يبقى اسمه فى الآثار وبقى اسم أمه أم السلطان شعبان على مدرستها الشهيرة بشارع باب الوزير..حكم الاشرف شعبان 14 عام، وكان لينًا يحب أهل الخير وكانت أيامه سكون وهدوء ولم يكن به أذى ولاتكبر، أمّا ألجاى فكان مهابًا جبارًا قتل أطراف الصراع وبقيت بعض آثارهم ..صراع بين الأمراء والسلاطين ظل قائمًا كشاهد على هذه الفترة المضطربة فى الحياة المصرية.

مدرسة ومسجد ألجاى اليوسفى

أمر بإنشاء هذا الجامع والمدرسة المباركة المقر الأشرفى العالى المولوى الأمير السيفى ألجاى أتابك العسكر المنصورة المالكى الأشرفى أعز الله نصره فى شهر رجب سنة أربع وسبعين وسبعمائة

وتنوه الدكتورة سهير قنصوة إلى أن الجامع والمدرسة بشارع سوق السلاح والذى سمى بذلك لوجود ورش تصنيع السلاح لإمداد الجنود فى القلعة به من سيوف ودروع وخناجر وعند أول الشارع توجد بوابة بديعة لقصر أنشأه الأمير منجك السلحدار المشرف على تلك الورش وعلى البوابة يوجد الرنك الخاص به وهو السيف، وتدرج النشاط بشارع سوق السلاح نحو الهدوء فى عهد محمد على الذى استحدث أسلحة جديدة لتأسيس جيش حديث سلاحه البنادق والمدفعية حتى انزوى نشاط الشارع تمامًا وأصبح مزار أثرى وسياحى .

يعرف الجامع أيضًا باسم جامع السايس وهى احدى وظائف الأمير فقد كان أمير آخور أى المسئول عن الاصطبلات السلطانية كما يوجد له رنك على واجهة الجامع بوظيفة أخرى له وهى الشاربدار ( ساقى الملك ) والرمز بالرنك هو الكأس وواجهته الرئيسية هى الغربية وبها القبة والمئذنة وسبيل وكتاب

وتضيف الدكتورة سهير قنصوة بأن هناك شبه كبير بين هذه المدرسة ومدرسة السلطان حسن من حيث التخطيط المتعامد للصحن والإيوانات ومساكن الطلبة والمدرسين ..وتمتاز مدرسة ألجاى بالإبداع فى المعمار والزخارف الحلزونية بالقبة والمدخل الرائع بالتغطية الدقيقة لسقفه بمقرنصات وأجزاؤها ومنها نصل إلى صحن المدرسة والمحراب ذو الزخارف المحفورة الدقيقة والمتميزة والكتابات على المحراب وإن توارى أغلبها


google-playkhamsatmostaqltradentX