الدرب الأحمر، مسار سياحى جديد للآثار الإسلامية (2)
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
إستكمالًا للمقال السابق عن المسار السياحى الجديد للآثار الإسلامية والدراسة العلمية الذى أعدها الدكتور السيد جابر مدير آثار الدرب الأحمر عن المعالم المعمارية للطريق، وقد رصدنا فى المقال السابق خط سير المسار وسور صلاح الدين.
ويشير الدكتور السيد جابر إلى أن إفتتاح المسار السياحى تم فى عهد قيادات المجلس الأعلى للآثار الحكيمة الدكتور مصطفى وزيرى أمين عام المجلس الأعلى للآثار والدكتور أبو بكر عبد الله القائم بأعمال رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية.
ويلقى الضوء على المعالم المعمارية لسبيل وقبة الأمير طرباي الشريف، بحارة باب التربة شارع باب الوزير بالدرب الأحمر، من إنشاء الأمير طرباي الشريفي أحد أمراء مصر في العصر المملوكي الجركسي عام ٩٠٩ هـ، ١٥٠٣م أيام السلطان قنصوة الغوري
وتقع واجهة القبة والسبيل الجنوبية الشرقية علي إمتداد واحد، ويربط بينهما جدار من الحجر الجيري، للقبة أربع واجهات تتضمن واجهتان منهما مدخلين علي محور واحد ويجاور القبة من الواجهة الشمالية الشرقية مبني يفصل بينه وبين القبة ممر مغطي بقبو مدبب في حين يتضمن السبيل ثلاث واجهات والواجهة الرابعة تتقدم السبيل، وتعد هذه الحجرة من ملحقات السبيل لحفظ الأدوات الخاصة بالتسبيل أو لإقامة القائمين علي السبيل.
القبة لها أربع واجهات حاليًا غير متشابهة، الجنوبية الغربية يتوسطها المدخل الرئيسي. حيث يتقدمه سلم مزدوج ليعالج الإرتفاع الكبير لمستوى أرضية القبة.
تتوجها من أعلي ثلاث صفوف من المقرنصات، الواجهة الجنوبية الشرقية يشغل ركنيها الجنوبي والشرقي من أسفل عمودان مد مجان من نفس نوع الحجر المستخدم في بناء الجدران، الواجهة الشمالية الشرقية وهي التي يفصل بينها ورباط أزدمر ممر مغطي بقبو، الواجهة الشمالية الغربية تنقسم رأسيًا إلي قسمين يلي مربع القبة منطقة الإنتقال من أعلي رقبة القبة. وهي دائرية الشكل وتتضمن ثمان نوافذ مستطيلة معقودة من أعلي بعقود مد ببة تكسوها أحجبة من الجص المعشق بالزجاج الملون علي هيئة زخارف هندسية قوامها أطباق نجمية وأجزاءها يلي ذلك من أعلي خوذة القبة وتأخذ قطاع مدبب ويزينها بالكامل من الخارج زخارف زجزاجية أو داليه تسير بشكل أفقي حول سطح الخوذة .منفذه بأسلوب الحفر البارز .مربع القبة من الداخل يتوسط الضلع الجنوبي الشرقي دخلة المحراب ويكتنف جانبيه عمودان من الرخام ، ويتقدم المحراب وفي أرضية القبة تركيبة الدفن وهي من الرخام الأبيض .
ومناطق الإنتقال تتكون من تسع حطات من المقرنصات يليها رقبة القبة وبها النوافذ الثمان المعقودة. وتنتهي القبة من الداخل بخوذة القبة وهي خالية من أي زخرفة فيما عدا باطن القبة حيث يحيط به دائرة بها كتابة قرآنية.
جامع ومدرسة خايربك
وينوه الدكتور السيد جابر إلى المعالم المعمارية لجامع ومدرسة خايربك أثر رقم
( ٢٤٨) الذى يقع فى شارع باب الوزير بالدرب الأحمر، أنشأه الأمير خاير بك ٩٠٨ هـ / ١٥٠٣م الذى حكم مصر لمدة خمس
تتكون مجموعة خاير بك من المدرسة والقبه والسبيل وملحقاته، الواجهة الشمالية الغربية تطل علي شارع باب الوزير بالركن الشمالي منها المدخل الرئيسي الذي وضع في دخلة عميقة وعلي جانبيه مكسلتان ويتوج فتحة الباب عقد مدبب ويغطي الدخلة عقد ثلاثي قمته بشكل طاقية مقعرة وبركنيه حنيتان ذوات خمسة حطات من المقرنصات والواجهة تحتوي علي خمسة شبابيك متوجه بعقود مزررة يليها عقود عاتقة وبينها نفيس
وأهم مايميز المنظر الخارجي للمسجد تلك القبة الجميلة المزخرف سطحها بزخارف نباتية.
ويقع السبيل في الطرف الشمالي من الواجهة وكلها مجموعة متناسقة إمتازت بعدم بنائها علي خط واحد مما زاد من جمال تكوينها، قامت مؤسسة الأغاخان بإشراف المجلس الأعلي للآثار ومحافظة القاهرة بترميم المدرسة والمئذنة
عام ٢٠٠٦ م
وقامت جمعية المحافظة على التراث المصرى برئاسة المهندس ماجد الراهب بتصوير قبة وسبيل الأمير طرباي الشريف وجامع ومدرسة خايربك .
قصر الأمير آلين آق الحسامي
ويتابع الدكتور السيد جابر بإلقاء الضوء على معالم قصر الأمير آلين آق الحسامي الذى يتبع مجموعة خاير بك ويعود تاريخه إلى ٩٠٠/ ٩٠٩ هـ ( ١٤٩٤ / ١٥٠٣ م) أنشأه الأمير آلين آق الحسامي أحد أمراء السلطان حسام الدين لاجين عام ٦٩٦هـ ١٢٩٦م ثم آلت ملكيته بعد ذلك إلى عدد من الأمراء في العصر المملوكي الجركسي كان آخرهم خاير بك ثم سكنه وأضاف وعدل فيه الأمير إبراهيم أغا مستحفظان مثل حوض سقي الدواب الملاصق للواجهة الجنوبيه للقصر ١٠٧٠ هـ/ ١٦٥٩م
ولهذا القصر واجهة رئيسية هي الغربية والتي تطل علي شارع باب الوزير بالطرف الشمالي منها كتلة الدخول وتتكون من حجر غائر يتوجه من أعلي ثلاث حطات من المقرنصات ذات دلايات ويؤدي المدخل إلي الدركاه وهي شبه مربعة يشغل مصطبة للجلوس الحارس ويشغل ضلعها الشرقي فتحة باب تؤدي مباشرة إلى داخل القصر.
ولم يعرف اسم المنشئ الأصلي للقصر إلّا في عام ١٩٢٦م، وذلك عندما قامت لجنة حفظ الآثار العربية بإجراء بعض الترميمات وإزالة الأتربة من المدخل الأصلي للقصر واستطاع العاملون باللجنة قراءة نص الإنشاء الموجود بدركاة مدخل القصر والذي يذكر أن المنشئ هو الأمير آلين آق فتأكد بذلك خطأ نسبة هذا القصر لخاير بك وعليه قررت اللجنة إطلاق إسم آلين آق عليه ومعاملته علي أنه أثر مستقل عن مجموعة خاير بك .
وقامت مؤسسة الأغاخان بالتعاون مع المجلس الأعلي للجامعات بعملية ترميم شاملة لقصر الأمير آلين آق ضمن ما قامت به من عملية ترميم لمجموعة خاير بك الملاصقة للقصر ضمن مشروع مؤسسة الأغاخان لتطوير وترميم آثار باب الوزير عام ٢٠٠٣م .