في ثواني رضيعة تولد ومدن تهدم
بقلم تسنيم الفنيني
تشهد الأوطان فواجع كثيرة واحزان لا حصر لها، وتخرج من غياهب المصائب إلى كوارث ومصائب اكثر.
مشاهد مرعبة، ومواقف لا تحسد عليها تلك الدول التي تعرضت لزلزال الأثنين الموافق ٦_٢_٢٠٢٣م، تلك الرضيعة التي ولدت في ضروف صعبة والتي ستضل محفورة في ذاكرتها ، لأن يوم ميلادها أصبح هو ذات اليوم الذي توفيت فيه عائلتها، هو الوقت الذي تساوت فيه المدينة بالأرض خلال عدة ثواني.
رعشة وخوف تلك الطفلة التي تحمي رأس اختها حين رأت فرق الإنقاذ طلبت منه انقاذها واختها وملامحها شعثاء غبراء ويكسوها الحزن والألم، وتفاوضه بقولها انقذنا وسأعمل ما تطلبه مني ارجوك أخرجنا من هنا.
تلك البناية التي من عدة طوابق تأوي اسرة او اربع لا فرق، فقد تحولت في ثواني إلى ركام ومن أعلى الركام، يظهر طفل معلق من قدمية بين احجار تلك البناية المتهاوية ويبكي ويرتجف صوته وهو يردد بعد احد الأشخاص الشهادة.
مروعٌ منظر تلك الأم الثكلي التي ذهبت، فعادت في ثواني لترى اسرتها تحت الانقاض، فمن صراخها تقشعر الأبدان، ومن انينها تبلغ القلوب الحناجر.
العجوز المقعدة التي تخلت عن حياتها من أجل أن تحمي احفادها وتطلب منهم ان يتركوها للموت ولا ينظروا خلفهم فتقول: اتركوني واذهبوا فأنا ميتة ميتة لن يتسع لكم الوقت كي تحملوني وتنزلوا، وقلب ابنها يتمزق إرباً إرباً لقولها ولكن ما باليد حيلة.
كل هذا بثواني قد جعل القلوب في رعب والعين تملئها الدمع ولا احد يعرف كيف النجاة ولا كيف الهروب.
اعملوا لأخراكم فإن زلزلة الساعة شيء عظيم.