اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الآثار الإسلامية بالمحلة الكبرى

 الآثار الإسلامية بالمحلة الكبرى





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


تقع مدينة المحلة الكبري على بعد 110كم عن القاهرة والتى تعد أحد القلاع الصناعية بمصر وثانى أكبر المدن الكبري بمحافظة الغربية، وثالث أكبر مدينة بها أثار إسلامية بعد مدينتى فوة ورشيد

أطلق عليها العديد من الأسماء حتى وصلت لاسم المحلة الكبرى حيث ذكرها املينو فى جغرافيته بـديدوسيا وفى السجلات القبطية اطلق عليها دقلا، وذكرها ابن بطوطة فى رحلاته باسم المحلة الكبيرة وأكد على ذلك الاسم علماء الحملة الفرنسية وعلى باشا مبارك الذى أطلق على مدينة المحلة اسم الوزارة الصغري وذلك لإقامة عدد كبير من الأمراء والشيوخ بها

وصفها الإدريسى فى نزهة المشتاق أنها مدينة كبيرة ذات اسواق كبيرة ومشهورة بالديار المصرية، كما وصفها بن بطوطة فى رحلاته (ثم توجهت الى مدينة المحلة الكبرى وهى جليلة المقدار،حسنة الأوتار كثيراهلها ولها قاضى قضاة ووالى ولاة).






ومنهذا المنطلق كانت دراسة الدكتور على الصفطى المتخصص فى الآثار الإسلامية عن آثار مدينة المحلة الكبرى، دخل الفتح الإسلامى مدينة المحلة الكبري فى عهد عمرو بن العاص رضى الله عنه لمّا ارسل جيش قائده سعد الأنصاري ويتكون من عبدالله بن الحارث والعديد من الصحابة وتوجه جيش المسلمين الى تل ديدوسيا وعسكروا هناك واقاموا اول مسجد انشئ فى الدلتا وهو مسجد العمرية أو العامرية والاسم هنا نسبه إلى عمرو بن العاص حيث كان المتعارف عليه وقت الفتح الإسلامى اى مسجد يتم انشاءه يسمى بهذا الاسم .



ويشير الدكتور على الصفطى إلى أن المحلة الكبرى أصبحت في عهد الناصر محمد بن قلاوون  سنة 715 هـ / 1315 م عاصمة لإقليم الغربية وسميت مديرية روضة البحرين وأصبحت عاصمة لهذه المديرية الكبيرة التي كانت وقتها كامل الدلتا ما عدا محافظة دمياط  وظلت هكذا حتى سنة  1225 هـ / 1836 م عندما تم تعيين عباس حلمى الأول مديرًا لإقليم الغربية استطاع استصدار امر من جده والى مصر محمد على باشا بنقل العاصمة من المحلة الى طنطا لموقع طنطا المتميز بين مدن الدلتا المختلفة وبالفعل وافق محمد على ونقلت العاصمة  من المحلة الكبري إلى طنطا بعد أكثر من 515 سنة.





وكانت المحلة الكبرى مدينة ليس لها زمام أي ليس لها أراض زراعية وكانت مدينة قائمة بذاتها حتى سنة 1260 هـ 1884 م  ثم أضيف إليها الزمام الحالي حتى وصلت مساحتها إلى 105,749 فدان أي أكثر من 444 كيلو متر مربع لتصبح كبرى مدن محافظة الغربية وتشغل حوالي ربع مساحة المحافظة.



ويرصد الدكتور على الصفطى معالم الآثار الإسلامية بالمحلة الكبري وبها 12 أثر إسلامي مسجل متنوعين بين الأثار الدينية والأثار المدنية وبين المساجد والقباب والمأذن والحمامات والوكالات وهم على النحو التالى:

الأثار الدينية مثل جامع المتولى أو الطرينى الكبير، مسجد عبد الله عاصى مدخل مسجد بن عطاء الله السكندري مئذنة ومدخل جامع الشريف المغربى مئذنة جامع ابى العباس الحريثى، مئذنة مسجد الحنفى، مئذنة مسجد التوبة، قبة الأمير جاويش، لوحات جامع الغمري

 شاهد قبر بجامع ابى الفضل الوزيري

الأثار المدنية مثل حمام جاويش

 ( المتولى ) ووكالة وقف قنصوه.





ومن أهم وأقدم الآثار على الإطلاق والتى لازال على حالته الكاملة منذ عصر الإنشاء مسجد المتولى (الطرينى الكبير) حيث يعتبر هذا المسجد هو درة المساجد الإسلامية فى مدينة المحلة وأحد أهم مساجدها، سمى هذا المسجد المتولى نسبة إلى متولى الحكم بالغربية وهو الكاشف ودار الكشوفية تم تأسيسها فى عهد الظاهر بيبرس، ويعتبر هذا المسجد جامع وجامعة لأهل مدينة المحلة الكبري، كما كان يتم استخدامه فى تعليق المراسيم والأوامر السلطانية الجديدة، ويقع هذا المسجد فى شارع حمام البصل (المتولى) بمدينة المحلة الكبري تم انشاءه سنة 810 هـ / 1407م فى عهد المماليك الجراكسة وقام بإنشاءه الشيخ أحمد بن على بن يوسف الشهاب أبو العباس المحلى الطرينى واشتهر بالطرينى نسبه لبلده طرينة وهى إحدى قرى مدينة المحلة الكبري، تم تسجيل هذا المسجد فى تعداد الأثار الإسلامية بالقرار الوزارى رقم 10357 في 21/11/ 1951 م وقد نشر فى جريدة الوقائع المصرية العدد115 فى 17/12/1951 م .



للمسجد ثلاثة واجهات حرة، أمّا الرابعة فهى ملاصقة للمبانى، وللمسجد 7 ابواب يتم الدخول من 6 منهم، أمّا السابع فهو ملاصق للمبانى وتم اكتشافه فى عمليات الترميم الأخيرة، يتكون هذا المسجد من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرهم رواق القبلة، يتوسط صحن المسجد مزيرة اسفلها صهريج والمزيرة كان تستخدم لتزويد المياه اللازمة للشرب عن طريق صهريج الماء الموصول بقنوات مائية والمزيرة مرتفعة عن مستوى المسجد قليلا، وهى مغشاة بخشب الخرط من أربعة جوانب يعلوها رفرف خشبى محمول على أربعة أعمدة من الرخام، كما يحتوى المسجد على 114 عمود وهم عدد سور القرآن الكريم  واطلق على هذه الأعمدة اسم الأعمدة المجلوبة وذلك نظرًا لأن هذه الأعمدة مجلوبة من المساجد والكنائس والمعابد المهدمة لإعادة استخدامها توفيرًا للنفقات ولذلك فالداخل للمسجد سوف يرى أن جميع الأعمده غير متساوية الطول وكذلك ليست من نفس المادة الخام

 احتوى المسجد أيضا على دكة المبلغ وكانت تستخدم قديمًا لتوصيل الصوت للمصلين الموجودين فى الطرف الآخر من المسجد حيث كان يعتليها المبلغ ويردد مايقوله الإمام، وهذه الدكة محمولة على أربعة أعمدة خشبية يتم الصعود لها بواسطة سلم خشبى .



كما تميز المسجد بمنبره الذى يعد أحد أجمل المنابر الخشبية المطمة بالعاج، حيث صنع هذا المنبر سنة 1137 هـ / 1725 م على يد إبراهيم مراوح وهو من أمهر صانعى المنابر الإسلامية وظهر ذلك جليًا فى زخرفة الأطباق النجمية التى ظهرت على المنبر وكيفية تنفيذه للنقش الموجود أعلى باب الروضة الشرقى والموجود أعلى باب المقدم والمنفذين بخط الثلث البارز بحرفية شديدة .



كما احتوى المسجد على مئذنة هى الأقدم والأضخم والأجمل على الإطلاق فى مدينة المحلة الكبري حيث وصل ارتفاعها من الأرض لأعلى نقطه بها 34.5 متر وتتكون من قاعدة مربعة يعلوها دورين أو شرفتين آذان يعلوهم الجوسق أو المبخرة وهو ما كان يميز المآذن المملوكية، كما فتح بالمئذنة ثلاثة شبابيك للتهوية والإضاءه في كل واجهة من واجهات المئذنة الأربعة 





كذلك نجد داخل المسجد إزارين من الخشب بهما كتابات نفذت بالخط الكوفي المزهر بالحفر البارز وتحتوى على آيات قرآنية، الإزار الأول كتب عليه الآية 255 من سورة البقرة، والإزار الثانى كتب عليه من سورة المؤمنون من الآية 1 إلى الآية 4 بعد البسملة .



كما نجد فى صحن المسجد لوحة رخامية محمولة على عمودين من المعدن ولها وجهيين نقش على الوجه الاول لها ابيات شعر نفذت أثناء عملية الترميم على يد شرمى بك والوجه الاخر مرسوم سلطان فى عهد الظاهر جقمق ابى سعيد لإبطال الموبقات ونصهم كالتالى :

الوجة الأول :

جاد الهنا بكرامة المتولي والعز أقبل والغنا متولي

وقواعد الحرم العتيق تشدت بوجود من هو بالعلا متحلى

هو بيكنا قد سمى بمحمد شرمي له نور المنى متجلى

رتب السعادة والسيادة قد سعت لجنابه العالي بأعظم ذل

ولأنسه جاء السرور مؤرخا جاد الهنا بكرامة المتولي (1275)

الوجه الثانى :

- الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات لما تفضل الله

- على المسلمين بأيام الملك الظاهر جقمق أبي سعيد آجر الله

- سعده إلى أجمل العوايد وقطع بعزمه أيدي المفاسد

- رسم بإبطال ما في المحلة الكبرى من الفواحش التي توالت تترا وهى

- ضمان القطن الذي أخذ به ضامن محلة البرج عليها وعلى البلاد

- المجاورة وخزيت الحسنة المأخوذة من الصعاليك والمتسبيين وما يستأديه

- الكشاف والولاه من المحرمات 

ال... والمزر واللبن والحشيش

- وبنات الخطا والمسجونين فتضاعفت بذلك الأدعية بدوام ايامه

- العادله الطاهرة... الله.... ومعينه وناصره ومن سعا

- في إعادة ذلك كان عليه لعنة الله والملائكة وصلى الله على

- سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وذلك في شهر شعبان سنة أثنى

- وأربعين وثمان ماية من الهجرة النبوية والحمد لله وحده

وكما نرى على الوجه الثانى أنه مرسوم سلطانى فى عهد الملك الظاهر جقمق ابى سعيد لإبطال مايتم فى المدينة من الفواحش وقيام الصعاليك بنشر الفساد والمخدرات فى البلاد ثم يدعو عليهم ويلعنهم ثم الصلاة على سيدنا محمد وكتابة التاريخ الذى صدر فيه

 هذا المرسوم .

google-playkhamsatmostaqltradent