"إيزادورا" معشوقة عميد الأدب العربي طه حسين
كتب د.عبد الرحيم ريحان
كان عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين يختفي لمدة ثلاثة أشهر في الشتاء من كل عام ونسجت إشاعات كثيرة حول هذا الاختفاء نكشف عن حقيقتها فى عيد الحب حيث كان هذا الإختفاء إختياري ليقيم فى استراحته بتونة الجبل التابعة لمركز ملوى بمحافظة المنيا واشتق اسمها من الكلمة المصرية القديمة "تاحني" أى البحيرة إشارة إلى بحيرة كانت تتكون في المنطقة نتيجة لفيضان النيل وأضيفت إليها كلمة الجبل نظرًا لوقوعها في منطقة جبلية صحراوية
وهذه الاستراحة كانت بجوار محبوبته إيزادورا، وهى قصة حقيقية لفتاة كان عمرها 18 عاما رائعة الجمال عاشت فى مصر القديمة منذ القرن الثانى قبل الميلاد عشقت شابًا رفض أباها الزواج ثم وافق وحين ذهبت لرؤية المحبوب عبر ضفتى النيل اختل توازنها وغرقت وتم تحنيط جثمانها ورثاها والدها بمرثية شعرية كتبت باليونانية وسجلت على جدران المقبرة وبقيت المومياء شاهدة على هذا الحب الذى سطر على صفحات النهر الخالد الذى شهد وفاء إيزيس لمحبوبها أوزوريس وجمع شتاته من أعماق النهر، وكانت مقبرتها بتونة الجبل مصدر إلهام لعميد الأدب العربى الدكتور طه وأقام بجوارها استراحة كان يقيم بها ثلاثة أشهر فى الشتاء طلبًا للرومانسية وحياة الحب الخالد حيث كان يتوجه لمقبرتها قبل غروب الشمس لينير "المسرجة" الموجودة داخل المقبرة كما كان يفعل عشيق إيزادورا بعد وفاتها حيث كان يسير إلى مقبرتها لعدة كيلو مترات ليضئ الشموع ليشعل حرارة الحب الخالد من جديد
ويشير الباحث الآثارى عماد مهدى مكتشف مجمع البحرين بسيناء أن آخر ما دون على جدران مقبرة إيزادورا باليونانية ( أيتها الصغيرة الجميلة... أيتها الطيبة البريئة... والزهرة الناضرة... التى ذبلت فى ربيع العمر... ياملاكى الطاهر الذى رحل دون وداع ) وكانت هذه الكلمات رثاء من الأب النادم على حرمان أميرته الصغيرة من حق الحب والحياة ويزادورا تعنى هبة إيزيس الفتاة اليانعة صاحبة الستة عشر عامًا من طبقة النبلاء إبنه حاكم إقليم المنيا (أنتنيوبولس) على الجانب الشرقي للنيل بملوى فى عصر الإمبراطور هادريان (117م- 138م )
ويتابع عماد مهدى بأن إيزادورا أحبت ضابط بالجيش المصرى من عامة الشعب إسمه حابى من أول نظرة أثناء حضورها أحد الاحتفالات الخاصة بالمعبود "تحوت" رمز الحكمة والعلم بمصر القديمة وكانت تقابله عند البحيرة بجوار قصر أبيها ودام هذا الحب لمدة ثلاث سنوات حتى علم أبيها بهذا الحب وكانت إيزادورا محبوبة أبيها ولما علم بما فعله بقلب إبنته ندم أشد الندم وشيد لها مقبرة جميلة وفريدة الطراز على شكل قوقعة مغطاة بالجص وظل الحبيب حابى على وفائه لحبها وقرر عدم الزواج وكان يذهب إلى قبرها يوميًا ليجلس معها لساعات ويشعل المسرجة داخل قبرها حتى لا تبقى روحها وحيدة فى قبرها وكان عميد الأدب العربى يكرر معنى هذا الوفاء ويشعل مسرجة إيزادورا يوميًا عند الغروب
ويطالب المهندس ماجد الراهب رئيس مجلس إدارة جمعية المحافظة على التراث المصرى باستغلال استراحة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين بقرية تونة الجبل بالمنيا كمزار سياحى عالمى وتحويل المنطقة المتواجد بها الاستراحة إلى منتجع للكتاب والشعراء والروائيين لوضع إبداعهم الأدبى فى هذه المنطقة الخلابة وإقامة مهرجان سنوى يوم 15 نوفمبر يوم ميلاد عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين - الذى ولد عام 1889م - بالموقع للربط بين الأدب والتراث المرتبط بالمنطقة ويكون محور الدراسات حول طه حسين وفتح الموقع للزيارة ووضعه على خريطة السياحة العالمية