اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الزواج وتقدير المرأة في مصر القديمة

 الزواج وتقدير المرأة في مصر القديمة





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


كانت الأسرة هى عماد المجتمع في مصر القديمة، وكان الزواج من أهم العوامل التى تقوم عليها سلامة بناء المجتمع المصرى والترابط الإجتماعى، وإعتقد المصريون القدماء أن الزواج المبكر فيه حماية للشباب كما هو الحال فى العديد من المدن والقرى الريفية حاليًا فى صعيد مصر ودلتاها حيث يقوم الأهالى بزواج بناتهن فى سن صغيرة حتى يحمونها ويطمئنوا عليها ويفرحون بأحفادهم فى سن صغيرة ومن هذا المنطلق كانت دراسة الدكتورة مريم عاطف المتخصصة فى الآثار المصرية القديمة.





وتشير الدكتورة مريم عاطف إلى أن النصوص المصرية القديمة تزخر بعدة حكم وأمثال عن الزواج تعبر عن تقدير المرأة فضلًا عن الحث والترغيب في الزواج المبكر من أجل إنجاب الأولاد، لمساعدة ذويهم وزيادة دخل الأسرة ولضمان استمرار تقديم القرابين والطقوس من قبلهم بعد وفاة الأبوين، حيث يوصي الحكيم (بتاح حتب) ابنه قائلا:"إذا صرت رشيدًا فأسس لنفسك بيتًا وأحبب زوجتك"، وفي الترغيب والتبكير يوصي (آني) ابنه قائلًا:"اتخذ لنفسك زوجة وأنت شاب لترزق منها بولد" ثم يقول:"إذا أنجبته لك في شبابك، علمه ليكون نافعًا فما أسعد الرجل الذي يكثر أهله ويحترم من اأجل أولاده" وقال الحكيم (عنخ ششنقي)"إتخذ لنفسك زوجة وأنت في سن العشرين لترزق بأولاد في شبابك".



وكانت التقاليد والعادات الإجتماعية في مصر القديمة تدعو إلى الزواج من امرأة واحدة تعد الزوجة الشرعية وسيدة المنزل صاحبة المركز المرموق عند زوجها والمجتمع إلّا أن هناك من المؤشرات التي تظهر أن تعدد الزوجات كان من المظاهر القائمة أيضًا في المجتمع المصري القديم خلال عصر الدولة القديمة وتحديدًا منذ عصر الأسرة السادسة

 (2374-2191ق.م) وأصبح من حق الرجل أن يتخذ أكثر من زوجة، فقد كان حق تعدد الزوجات يقتصر على الملك ثم انتقل هذا الحق في عصر الدولة الحديثة (1569-1081ق.م) إلى عامة الشعب، لكن يبدو أنّ تعدد الزوجات على الرغم من كونه موجودًا، إلّا إنه لم يكن أمرًا مستحبًا، فليست هناك في المقابر المصرية القديمة – إلا نادرًا- من المشاهد أو النقوش التي تجمع بين رجل وزوجاته المتعددات وورد عن حرص رب الأسرة المصري علي استقرار أسرته تصوير شعبي ساذج لطيف في مخطوط لتفسير الأحلام ترجع كتابته إلي القرن العشرين ق. م. اعتبر أصحابه أن تعدد الزوجات من الشرور فقالوا:

 "أن يرى الرجل وجهه في مرآة، فذلك حظ نحس ويعني زوجة أخرى"



وتنوه الدكتورة مريم عاطف إلى أن العلاقة بين الزوجات كانت طيبة وفق الإشارات الواردة في النصوص واختلفت الآراء حول أن يجمع الزوج جميع زوجاته وأولاده في بيت واحد مشترك، في حين يرى بعض الباحثين أن كل زوجة كانت تعيش في بيت مستقل غير أن النصوص قلما تذكر زوجتين تعيشان معًا في بيت واحد باستثناء بعض الأمثلة القليلة من العصور المختلفة، وسجلت المصادر المصرية أخبارًا طريفة عن ضرائر راضيات متسامحات فصورت إحداهن مع أبناء ضرائرها الخمسة يشاركونها مُتع الحياة في مناظر مقبرة زوجها ويقدمون الهدايا إليها وهي علي أعتاب الآخرة وروت أن عجوزًا قد يئست من عقمها فأوحت إلي زوجها أن ينجب من جاريتها وتبنت أبناء جاريتها وخصصت لهم نصيبًا من ثروتها وزوجت بنتًا منهم لأخيه.



وكان من حق المرأة أن تتزوج بعد وفاة زوجها فذكر أن سيدة تدعى (مينكت) من عصر الدولة الوسطى نقشت صورتها على لوحة فنية محفوظة حاليًا في متحف اللوفر في صحبة زوجها حور، كما صورت السيدة مع زوج آخر (نسومنتو) على لوحة أخرى محفوظة في متحف اللوفر أيضا مما يشير إلى أن سيدة كانت قد تزوجت الرجلين الواحد تلو الآخر بعد وفاة الأول .


google-playkhamsatmostaqltradent