سيناء واحة للجمال والتنوع البيئي
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
فى ضوء توجيهات الرئيس السيسى بالاستمرار فى مشروع تطوير سيناء نرصد جوانب من جماليات سيناء التى تتميز بسمات بيئية متفردة ومناظر خلاّبة لا تتوفر فى كبرى البلاد التى تعتمد على السياحة البيئية والمناظر الطبيعية وتحقق منها مليارات الدولارات بالتسويق والدعاية الجيدة مثل تايلاند.
وتحوى جبال سيناء كل أنواع الصخور التى ذكرت فى القرآن الكريم فى سورة فاطر آية 27 } ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات مختلفًا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود {البيض وهى الأحجار الحيرية والحمر وهى الأحجار الرملية الحمراء بوادى فيران والجرانيت الأحمر، وفى غرب سيناء يقع الجبل الأحمر الذى أطلق عليه هذا الاسم لحمرة تربته ويتفرع لعدة فروع منها جبل الفريع وهو جبل حصين تسيل منه أودية عديدة بها عدة جنان للفاكهة ونقب الهوية وبه عدة ينابيع طبيعية، والجبال السود ومنها الجرانيت الأسود ببلاد الطور.
تضم سيناء أيضًا جبال رمادية وخضراء تتخللها خيوط الذهب الذى استغلها المصريون القدماء فى صناعة أدوات الزينة والكؤوس كما أن هناك جبل شهير خلف دير سات كاترين كلما كسرت جزءًا من هذا الجبل وجدت عليه رسم نبات وتباع قطع من هذه الأحجار بدير سانت كاترين، كما تمثل قمة جبل سربال بوادى فيران قمة فريدة تتكون من خمس قمم تمثل تاجًا عظيمًا فى شكل نصف دائرة ويسيل من هذه الجبال أودية عديدة تصب فى خليج السويس أو العقبة تعتبر روح سيناء وحياتها، ففيها تسيل أنهر المياه وناتج السيول وتتفجر العيون وينبت العشب والشجر وبها مساكن ومزارع أهل سيناء وهى شبكة طرق داخل سيناء.
كما تتميز سيناء بطيورها وحيوناتها النادرة وعيونها الطبيعية والكبريتية وآبارها وكهوفها الاستشفائية التى تخرج منها المياه الكبريتية فهى تمثل متحفًا طبيعيًا للفنون والجمال كما يأتى العالم بأسره لرؤية أجمل منظر شروق على قمة جبل موسى وأجمل منظر غروب بمدينة دهب
جبل حمام فرعون 240كم من القاهرة يخرج من سفحه نبع كبريتي يطلق عليه حمام فرعون درجة حرارته 57 درجة مئوية وفم النبع الكبريتى تسيل ماؤه للبحر ويقع قرب منحدر الجبل مغارة كبيرة تتصل بمجرى النبع فى بطن الجبل حيث ينزل الطالبون للإستشفاء فى البحر بعيدًا عن فم النبع تجنبًا لحرارته ثم يقتربون من النبع تدريجيًا حتى يصلوه فيصعدون إلى المغارة وينامون فيها إلى أن تبرد أجسامهم
من أشهر الحيوانات بسيناء التيتل الذى يستفيدون بلحمه وجلده وقد نقشه القدماء على صخور سيناء والأرانب البرية والقنفد الذى يبخرون بشعره المصاب بالحمى والأسود حيث يوجد وادى شهير بسيناء يطلق عليه وادى السباعية كانت تعيش فيه الأسود والنعام ومن الطيور البرية الحمام البرى والحجل والصقر والنسر والسنونو.
تمتلك سيناء العديد من المحميات الطبيعية مثل محمية رأس محمد وبها الشعاب المرجانية النادرة وكل مصادر الحياة البحرية كما تحوى طائر البلشون والنورس ومحمية الزرانيق الطبيعية وسبخة البردويل بشمال سيناء التى تعتبر أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور فى العالم حيث تمثل المحطة الأولى لراحة الطيور والحصول على الغذاء بعد عناء رحلة الهجرة من أوروبا وأسيا خلال الخريف متجهة إلى أفريقيا كما تقيم بعض الطيور فى المنطقة بصفة دائمة وتتكاثر فيها وقد تم تسجيل أكثر من 270 نوعًا من الطيور فى المحمية تمثل 14 فصيلة وأهم الطيور التي تم تسجيلها البجع والبشاروش والبلشون وأبو قردان واللقلق علاوة على محمية الأحراش برفح بمناطق الكثبان الرملية التى يصل ارتفاعها إلى حوالى 60 متر عن سطح البحر وتغطيها شجار الأكاسيا وبعض أشجار الأثل والكافور والشجيرات والأعشاب والنباتات الرعوية مما يجعلها مورداً للمراعى والأخشاب ومأوى للحيوانات والطيور البرية كما تعمل على تثبيت الكثبان الرملية والغرود الواقعة داخل نطاق الحماية لتحافظ على أحد أشكال البيئات الهامة لساحل البحر المتوسط، ومحمية نبق من شرم الشيخ إلى دهب التى تحوى شجر المانجروف النادر الذى يعتبر موقعًا هامًا لتوالد الأسماك واللافقاريات ومستوطنات لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة والمقيمة وتبلغ أقصى ارتفاع لشجرة المانجروف نحو خمسة أمتار ومحمية أبو جلوم.
وبناءً عليه نطالب بإدخال مصر ضمن منظومة السياحة البيئية وفقاً للمعايير العالمية مثل تايلاند وكينيا لامتلاكها كل مقومات السياحة البيئية بسيناء والعمل من الآن بين وزارة البيئة ووزارة السياحة والآثار ووزارة الإعلام ومحافظة جنوب سيناء ومستثمرى سيناء لعمل التسويق الجيد داخليًا وخارجيًا لمقومات السياحة البيئية وسياحة الجمال الطبيعى بسيناء وعمل المشروعات السياحية اللازمة لتنمية هذا النوع من السياحة الراقية والمربحة بشكل كبير .






