خمسة مجمعات للأديان فى مصر
تعرف عليها
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
السياحة الروحية فى مصر كنز استثنائى
والمفهوم الحقيقى لها هى سياحة روحية وليست دينية لأن الغرض منها الترويح عن النفس والراحة النفسية الذى ينشدها الزائر من التبرك بالأماكن المقدسة ولا يوجد بلد فى العالم يمتلك مقومات السياحة الروحية متجمعة فى عدة مواقع وطرق تاريخية مرتبطة بالأديان الثلاثة سوى مصر، ومن هذا المنطلق فهى مهيأة للسياحة الروحية لكل البشر التى تشكًل قيمة استثنائية سجل بعضها كتراث عالمى باليونسكو مثل دير مار مينا بكنج مريوط ودير سانت كاترين والقاهرة الترايخية وتنتظر أديرة وادى النطرون قرار التسجيل تراث عالمى باليونسكو.
تمتلك مصر خمسة مجمعات للأديان، مجمع سانت كاترين ومصر القديمة والبهنسا والإسكندرية وحارة زويلة بالقاهرة، وطرق تاريخية تلاقت عندها كل الأديان وهى طريق خروج بنى إسرائيل بسيناء وطريق الحج المسيحى القديم ومسار العائلة المقدسة ودرب الحج المصرى القديم إلى مكة المكرمة عبر سيناء وعبر نهر النيل.
تعد منطقة سانت كاترين ملتقى الأديان والحضارات سجلت تراث عالمى باليونسكو عام 2002 وهى لارتباطها بمناجاة نبى الله موسى ربه عند شجرة العليقة المقدسة وتلقيه ألواح الشريعة الموسوية عند جبل سيناء المقدس وعدة معايير أخرى، ولقد كرّم الله سبحانه وتعالى جبل الطور وجعله فى منزلة مكة والقدس {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين}
التين 2، 3، والتين والزيتون ترمز للقدس
وطور سينين وهو جبل الطور بسيناء، والبلد الأمين هى مكة المكرّمة وتتجه جهود الدولة حاليًا لأكبر مشروع تطوير فى تاريخ المنطقة وهو مشروع التجلى الأعظم.
المجمع الثانى هو مجمع مصر القديمة حيث معبد بن عزرا والكنائس التى باركتها العائلة المقدسة وتشمل كنيسة إبى سرجة وبها المغارة التى أقامت بها العائلة المقدسة وديرين للراهبات والكنيسة المعلقة والقديسة بربارة ومارجرجس وقصرية الريحان وكنيسة أبا كير ويوحنا ومارجرجس للروم والشهيد أبو سيفين والأنبا شنودة وكنيسة أبى سرجة علاوة على جامع عمرو بن العاص ثانى أقدم مساجد مصر وأفريقيا بعد مسجد سادات قريس ببلبيس محافظة الشرقية وقد قامت الدولة ممثلة فى وزارة التنمية المحلية ومحافظة القاهرة بتطوير المنطقة بوضع 164 نخلة أمام مدخل سوق الفسطاط وشارع الإمامين وأمام مسجد عمرو بن العاص وإعادة تجهيز أرصفة المشاة بالمسارات الداخلية للمنطقة بداية من طريق الخيالة حتى مسجد عمرو بن العاص وتنفيذ بعض أعمال التطوير لمنطقة مصر القديمة وإزالة أكبر مقلب قمامة لقطاع غرب القاهرة وتحويلة إلى حديقة مفتوحة يتم تطويرها لتصبح ممرًا سياحيٍا بين مجمع الأديان ومتحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة.
المجمع الثالث هو مجمع البهنسا بمحافظة المنيا والتى تضم شجرة استظلت بها العائلة المقدسة وهى موضع تقديس هناك وقبة السبع بنات وهن راهبات قاتلن فى جيش المسلمين أثناء الفتح وقتلهم الرومان فاحترمهم المسيحيون والمسلمون فى المنطقة ومقبرتهم موضع احترام علاوة على وجود قبور لسبعين صحابى من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطلق على المنطقة بقيع مصر وهذه المنطقة تحتاج إلى تطوير وترميم للمقابر وعمل أسوار وتزويدها بخدمات سياحية وأماكن إقامة ووضعها على خارطة السياحة المحلية والدولية كموقع هام باركته العائلة المقدسة حيث أن الزيارات الحالية لأهالى الصعيد للتبرك بالمكان غير منظمة حتى كسياحة روحانية محلية.
المجمع الرابع هو مجمع المعبد اليهودى بوسط الإسكندرية والذى يضم معبد إلياهو حنابى وكنيسة القديس سابا المعروفة بكنيسة الجرس ومسجد أنجى هانم ومسجد العطارين وقد قامت وزارة السياحة والآثار بترميم وتطوير المعبد
المجمع الخامس هو مجمع حارة زويلة بالجمالية الذى يضم كنيسة السيدة العذراء أقدم الكنائس الأثرية فى مصر التى بنيت فى القرن الرابع الميلادى وأشرفت على بنائها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى وهى أحدى محطات رحلة العائلة المقدسة قادمة من المطرية وقد أصبحت كنيسة السيدة العذراء المقر البابوى لأكثر من ثلاثة قرون حتى عام 1660م والذى كان قد انتقل سابقًا من الإسكندرية إلى الكنيسة المعلقة ومنها إلى كنيسة الشهيد مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة كما تضم معبد السيد يوسف بن ميمون اليهودى طبيب البلاط السلطانى فى عهد الناصر صلاح الدين الأيوبى وأحد المقربين منه الذى يعود إلى القرن 13م ودار الخرنفش ومازالت قائمة حتى الآن وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة داخلها حيث استمر العمل بها حتى عام 1962م علاوة على آثار شارع المعز لدين الله الإسلامية.
تم تطوير هذا الجزء من شارع المعز لدين الله والمفتوح للزيارة المحلية والدولية حاليًا والمطلوب هو الربط بين آثار المنطقة اليهودية والمسيحية والإسلامية كبرنامج رحلة للسياحة الروحانية وربطها بمسار العائلة المقدسة كطريق للحج ليشملها برنامج الرحلة.
وبخصوص الطرق التاريخية الروحية فهناك مسار نبى الله موسى بسيناء والذى قمت بتحقيق محطاته فى كتابى "التجليات الربانية بالوادى المقدس طوى" إصدار دار أوراق للنشر والتوزيع وطريق الحج المسيحى القديم من القرن الرابع الميلادى والمستمر حتى الآن وقد قمت بتحقيق محطاته فى بحث علمى والتى تشمل وادى فيران 60كم شمال غرب دير سانت كاترين الوادى الذى يجمع بين جماليات الأثر والشجر وكان مقرًا لمطرنية سيناء قبل إنشاء دير سانت كاترين ويضم أقدم مدينة بيزنطية بسيناء، ومسار العائلة المقدسة من رفح إلى الدير المحرق، ودرب الحج المصرى القديم إلى مكة المكرمة عبر وسط سيناء الذى يضم قلعة نخل من العصر المملوكى ونقش الغورى الذى يحدد معالم الطريق .