اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

سانت كاترين ذبحت من أجل حبها للدين في زمن الوثنية

 سانت كاترين ذبحت من أجل حبها للدين في زمن الوثنية




كتب د.عبد الرحيم ريحان


فى عيد الحب نتذكر قصص وتضحيات من أجل الحب بمعناه الأشمل، فهذه القديسة أمنت بالمسيحية فى زمن الاضطهاد الرومانى وأحبت دينها وتحملت من أجله الكثير حتى ذبحت من أجل هذا الحب فخلّدها التاريخ

القديسة كاترين هى قديسة مصرية ابنة كوستاس من عائلة نبيلة بالإسكندرية عاشت بالإسكندرية أيام حكم الإمبراطور الرومانى مكسيمانوس 305- 311م، وتحولت إلى المسيحية ومن أجل أن ينتزعها الإمبراطور من المسيحية أصدر أوامره إلى خمسين حكيمًا من حكماء عصره أن يناقشوها ويجادلوها فى سبيل دحض براهينها عن المسيحية، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل وجاءت النتائج عكسية لدرجة أن هؤلاء الحكماء ما لبثوا أن انضموا إلى صفوف المسيحية وحذا كثيرون حذوهم وكان من بينهم أقرب المقربين إلى الإمبراطور من رجال البلاط.

لجأ مكسيمانوس إلى تعذيبها وأمر أن تصنع عجلات يبرز منها مسامير ورؤوس سكاكين مدببة ليضعونها فيها، ولم يؤثر هذا على إيمانها مما دفع أحد الجنود لقطع رأسها ، وبعد مضي خمسة قرون على استشهادها رأى أحد رهبان سيناء رؤيا بأن الملائكة حملوا بقايا جسدها ووضعوها فوق قمة جبل قرب دير طور سيناء الذى بناه الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى وتغير اسمه إلى دير سانت كاترين بعد العثور على رفات القديسة فى القرن التاسع الميلادى.




وصعد الرهبان للجبل فوجدوا بقايا الجثامين فدفنوها فى أعلى ذلك الجبل، وأطلق على هذا الجبل الذى يبلغ ارتفاعه 2642م فوق مستوى سطح البحر جبل سانت كاترين وبنى الرهبان هناك كنيسة مكان العثور على رفات القديسة كاترين وكان الرهبان يذهبون أعلى جبل كاترين لإقامة قداس بالكنيسة واستمر ذلك حتى تم نقل رفاتها إلى كنيسة الدير.

وصعد علماء الحملة الفرنسية إلى جبل سانت كاترين، وصحبهم أحد الرهبان، ورأوا هناك صخرة من الجرانيت هى موضع تقديس من جانب المسيحيين، ولقد شرح لهم الرهبان قصة هذا التقديس حيث وجد بعض المسيحيين على هذه الصخرة جثامين لفتاة فأخبروا أحد الرهبان بالأمر، وذهب الجميع للتعرف على الجثمان، وأقروا بأنه جثمان لشهيدة، وأنه لا بد أن يكون جثمان القديسة كاترين التى نقلت حسب المعتقد الراسخ لدى رهبان الدير من الإسكندرية إلى هذه الصخرة بواسطة الملائكة، ثم نقل الرهبان تلك البقايا إلى كنيسة الدير ومن ذلك العهد سمى الدير باسم دير سانت كاترين وأطلق على الجبل جبل سانت كاترين أعلى جبال مصر كلها 2246م فوق مستوى سطح البحر

ولقد رأى علماء الحملة الفرنسية أحد مراسم هذا الاحتفال، فلقد زينت الكنيسة كما فى أيام الأعياد الكبرى، وأُضيئت كافة الشموع والمصابيح سار رئيس الدير والرهبان حتى بلغوا الشرقية ليقبلوا جبهة القديسة والخاتم بيد القديسة

واعتاد رهبان سيناء وضع رفات القديسة كاترين فى تابوت رخامى متقن الصنع موقعه هيكل كنيسة التجلى وقد صنع فى ورشة بالقدس فى منتصف القرن 12م واستمر حتى نهاية القرن 18م وأن كتابات عديدة تشير إلى وجوده بالكنيسة منها مخطوط طقسى محفوظ بالدير من عام 1214م كما وصفه الحجاج المسيحيون إلى دير سانت كاترين ومنهم الحاج الألمانى الدوق ثيتمار حيث وصف عام 1217 التابوت والخدمة الطقسية التى تقام عند تناول البركة من رفات القديسة وكان التابوت يجذب اهتمام الزائرين




وضعت رفات القديسة كاترين فى صندوق ذهبى بمذبح الكنيسة وشملت الرفات اليد اليسرى والرأس ثم حفظت فى تابوت رخامى من القرن 12 إلى 18م كما حفظت فى صندوق من المرمر أعد عام 1231م بمذبح كنيسة التجلى والآن هناك تابوت تحت قبة المظلة التى تقع على يمين المذبح يحوى صندوقان من الفضة أحدهما يضم جمجمة القديسة كاترين يحوطها تاج ذهبى مرصع بالجواهر والآخر يضم يدها اليسرى وتزينها الخواتم الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة

وذاعت شهرة القديسة كاترين فى جميع أنحاء أوروبا خاصة بعد أن حمل سمعان المترجم – الذى يتحدث خمس لغات – رفات القديسة إلى منطقة الرون وترينس بفرنسا وكتب فى القرن العاشر الميلادى كتابه (استشهاد القديسة كاترينا المنتصرة شهيدة المسيح المعظمة ) وأصبح دير سانت كاترين منذ ذلك الحين معروفًا للجميع وإزاء ذلك تدفقت المعونات على دير سيناء من كل حدب وصوب وانتشر تكريم القديسة ورسم صورها فى الشرق والغرب والذين أظهروا فى رسوماتهم أداة تعذيب القديسة وهى عجلة التعذيب وبعد العصر البيزنطى وحتى القرن العشرين أصبح لدير سيناء مقار سينائية متعددة تأسست فى جميع أنحاء العالم وأعطوها اسم القديسة كاترين منها المقر السينائى الهام فى مدينة هراقليون بكريت الذى تخرج منه عدد كبير من شخصيات الكنيسة الهامة وكان لى شرف زيارته أثناء دراستى للآثار البيزنطية بجامعة أثينا .



google-playkhamsatmostaqltradent