لجنة الحضارة باتحاد الكتاب تزور آثار تل بسطا
كتب د.عبد الرحيم ريحان
قامت لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر برئاسة الأديب عبد الله مهدى وبمساندة وتوجيه من المفكر الكبير الدكتور علاء عبدالهادى رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بزيارة إلى تل بسطة إحدى المحطات الهامة فى مسار العائلة المقدسة بمحافظة الشرقية
وتعد تل بسطة المحطة الأولى بشرق الدلتا التى استقبلت العائلة المقدسة قادمة من فلسطين عبر شمال سيناء وهى إحدى خمس مناطق كبرى عبرتها العائلة المقدسة والتى تشمل شمال سيناء وشرق الدلتا ووادى النطرون ومنطقة حصن بابليون ومنطقة الصعيد
تبعد "تل بسطة" القديمة 2 كم عن مدينة الزقازيق وكانت تقع قديمًا عند التقاء الطريق التجارى البرى لوادى الطميلات مع الطريق النهرى عبر الفرع البيلوزى لنهر النيل والذى كان يمر بمدينة بوبسطة القديمة وكانت بوبسطة عاصمة مصر خلال عصر الأسرتين الثانية والعشرين والثالثة والعشرين وقد ذكرت فى الكتاب المقدس باسم " فيبستة" حزقيال 30:17.
ومن خلال قراءة فى كتاب الدكتور إسحاق إبراهيم عجبان "رحلة العائلة المقدسة فى أرض مصر"، نوضح أن بوبسطة كانت مدينة كبيرة مملوءة بالمعابد ويعود اسمها إلى "بر – باست" أى معبد باست نسبة إلى المعبودة باستت ويرمزون إليها بالقطة حيث كانت هى المعبودة الرئيسية بالمدينة ومن ثم كان اسم المعبودة هو نفسه اسم المعبد والمدينة وفيه أنبع السيد المسيح طفلًا نبع ماء وقد تم الإعلان فى 2 أكتوبر 1977 أن حفائر جامعة الزقازيق قد اكتشفت بئرًا للمياه فى تل بسطة شمال صالة الأعمدة للمعبد الكبير مبنية بالطوب الأحمر عمقها 6.60م تعود إلى العصر الرومانى وأثناء أعمال الكشف تفجرت المياه داخله من عين ماء جانبية ويرجح أنه البئر الذى أنبعه السيد المسيح ونشر ذلك علميًا الدكتور محمود عمر محمد سليم عام 2000 تحت عنوان "بئر العائلة المقدسة فى تل بسطة" وفى تل بسطا تمت معجزة شفاء زوجة رجل اسمه كلوم أو أقلوم كانت مصابة بالشلل بعد استقباله للعائلة المقدسة
كانت مدينة بوبسطة القديمة تشغل مساحة تمتد إلى 3 كيلو مترات مربعة من موقع أطلالها الأثرية الحالية وتؤكد الحفائر والاكتشافات الأثرية الحديثة أن طوبوغرافية تل بسطة تتفق مع ما ورد فى المصادر الكنسية من إنها كانت مكونة من منطقتين هما منطقة المعبد أو المعابد والمنطقة السكنية وقد صارت تل بسطة فيما بعد مقرًا لأسقفية قبطية وكان على بعد 2كم من تل بسطة دير يسمى "دير الغار" ظل عامرًا بالرهبان حتى القرن السابع الميلادى.
ووصل مسار العائلة المقدسة فى منطقة شرق الدلتا إلى المحمة وهى كنيسة العذراء بمسطرد 10كم من القاهرة وكانت تسمى فى العصر الرومانى باسم "تيمونى سورات" وأصبح اسمها بالعربية منية سرد ومنها جاءت مسطرد، أما المحمة فهى تسمية عربية جاءت من الفعل "حم" ومنها استحم أى اغتسل بالماء لأن السيد المسيح أنبع بها نبع ماء واغتسل بمائه وأقامت العائلة المقدسة هناك فى مغارة وكان نبع الماء يشفى كل من استعمله ثم بنيت كنيسة فيما بعد على اسم السيدة العذراء ثم انتقلت العائلة المقدسة إلى بلبيس وهى من أرض جاسان القديمة الذى نزل بها نبى الله يعقوب وعاش بها نبى الله يوسف وإخوته واسمها المصرى القديم "بيلبيو" واسمها القبطى "بيسوك" كما سميت "بيس" و"بر بيس" بمعنى بيت المعبودة بس ثم "بل بيس" وقيل أيضا أن معناها القصر الجميل وكانت بلبيس مقرًا لأسقفية قبطية اندثرت كنائسها فيما بعد.