اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

العاشق يلازم الأعتابَ

 العاشق يلازم الأعتابَ 





بقلم الكاتبة - منال خليل 


سأله مُريده حينما رآه يجلس شَارداً  

وهو الحكيم المبتسم دائماً : 

- ماذا أصابك يامولانا  ؟

- فأجابه وهو ينظر بعيداً : 

أعاني شوقاً  لا ينتهي سواء غابت 

أو أنتقم مني حضورها 

- ومن هي يا مولانا  ؟ 

-  هى لربما حورية !!  

فهى تتجسد أحيانا كغجرية برية 

  وأحيانا بخمار من نور ونار، وأحياناً أراها يتوه مني الوصف والعقل ويرتبك النَبض الحنين إليها لا ينتهي ولا يسكُن بمجرد لِقاء فمابالك وشعوري بأن كل شئ يحول بيننا 

- أأحببت يا مولانا  ؟؟

- لا أعلم تماماً  لربما أكثر قليلا 

 فالمسميات لا تعنيني

أنا فقط ينتابني دائما ذلك الشعور الهادئ المطمئن الثابت ثبات الواثق مع كل تناقضاتها تقلباتها

 أشعر بها تتحرك وتتجول حرة بين أضلعي وتضئ هنا بروحي 

 و أشار إلى صدره وكأنها تمسك بشغاف قلبه .

- وماذا بعد ؟؟

-  غابت عنى فجأة وقَد أَرهَقنى البعَاد 

- فسَألهُ ليستزيده : 

 وكَيف كَانت قبل البعاد ؟


 - فَأجابه متنهداً : 

 - كانت ضحكة وبَهجة للروح 

كانت   "  تَميمَة حَظيِ "

  الرَفيقَة والمَرفَأ نَجمة لياليَّ

إشرَاقة صَباحَاتي 

وأنضَر الزهرَات .


 - وكَيف كانً حَال الشِجَار بَينكُما ؟ 


 - قال بَاسماً : 

كانت تصرخ أنوُثة وتشاغبني كَالمُهرة الطَلِقَه وأحياناً تَقفِز حَولي كَغزالة برية.

 وعندما أُعَانقها تَستَكين كيمَامة وديعَة عَلى صَدري .


- إذن أين المَسألة ؟

- أجًابهُ حَزيناً : 

 لربما عَلٍمت أنها كل الدنيا بقلبي فأصبحت قَاسية  

يا ليتهاَ أكثر رحمة ، أكثر صبراً ، أكثر لُطفاً بقلبي وأقلّ تحيّزاً لذاتها 

  وياليتها أكثرَ حباً ولو قَليلاً نحوي 

 دمَرت كل المراسي بعنادها، قطعت الجسور وذهَبت عنوة وأُحكمت غَلقَ الأبَواب 

وأنا قَد أرهَقنى طول الفِراق .

- وماذا تَبغى الآن ؟ 

- أبغي الوِصَال  فعيناي أشتاقت لهاَ 

سمعي بصري و كل حواسي يخنقها الحنين 

أشعر  أن روحي تهرب مني إليها 

أشهد بأنها إمرأة تمتلئ أنوثة مخلوطة بماء العشق تبرق كالنجمة البعيدةولكنها قاسية كالألماس وندرتهُ

وقسوتها أصابتني في عُمق روحي بشئ لا أستطيع وصفه 

كل ما أتكهن بأني فسرتها فهمتها

 وسيسكن الأمان بيننا، أجدنى أعود خَالٍ

 

إلا من شَوق لا ينقطِع ورغبة فى لِقاء مع انتظار لا يُبلَى، حاشا لله أن أقول عليها لعنة قلبي ولكنها تقوض نومي وليلي ومنامي 

- هل ترى أنه قد تكون رَمتني بتَعويذة مَا !


- فأَشارَ له بأن يذهب إليها قَائلاً :

  بل أراك عَاشِق يامولانا 

   والعاشق يُلازِم الأَعتَابَ .

google-playkhamsatmostaqltradent