المحبة والأخوة.. من أساسيات النهوض بالمجتمع
أحمد فتحى حامد
تعد المحبة والاخوة من اساسيات بناء مجتمع سليم قادر على التصدى لكافة العواقب والمشكلات .
،وما نراه الان هو تفكك لهذه المحبة والأخوة وهذا التفكك يضر بالمجتمع الذى نعيش فيه فيجب علينا ان نكون مترابطين ببعضنا البعض .
فقد كانت العلاقات التي تربط المجتمعات بعضهم ببعض كعلاقات النسب ، او علاقات عمل او تجاره فيما بينهم ، أو ما شابه ذلك، فعندما ارسل الله نبيه إلينابنور الإسلام ، وضع عدة أسس لهذه العلاقات ، فجعل علاقة الدين أرفعها وأجلها مكانها ، فنشأ مع الإسلام مصطلح : الأخوة والمحبة في الله .
فالحب في الله يعنى : محبة المسلم لما فيه كل خير كل انواع الخير والطاعة لله تعالى بما امرنا بها ، فليست المحبة لأجل المال، ولا النسب، ولا الوطن، ولا غير ذلك لكن المحبه ابتغاء مرضاة الله عز وجل .
من صور هذه المحبة محبة العباد بعضهم البعض كما ورد ذلك فى عدة احاديث عن النبى صلى الله عليه وسلم فى محبة الله تعالى للمتحابين فيه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن رجلاً زار أخاً له في قربة أخرى ، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً ، فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية ، قال : هل لك عليه من نعمة تربدها ؟ قال : لا ، غير أني أحببته في الله عز وجل ، قال : فإني رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته فيه).رواه مسلم.
الصفات التى يجب عليك ان تختار من تحبه ومن تجتنب عنه وقد وضح الرسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك
لان الصاحب له تأثير كبير على صاحبه فالواجب على المسلم أن يعتني بمن يختاره لصحبته ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل) .رواه أبوداود والترمذي
.ومن أهم هذه الصفات .
أن يكون ذا دين وتقوى وصلاح ، حرصه الشديد على الفرائض ، كالصلاة ونحوها من جميع العبادات ، ونظافة لسانه من السب واللعن والغيبة وغيرها .
أن يكون عاقلاً متحضرا ، فلا خير في صحبة اصحاب السوء ، لأنه لاينفعك بل يضرك .
وان تعامل اهل الكتاب بالمعاملة الحسنة كما امرنا الله عز وجل بذلك بأن نعمالهم معاملة طيبه وندافع عنهم ونعطيهم حقوقهم وان نخاف عليهم وان نشاركهم في الافراح والأحزان لانهم فرد من افراد المجتمع الذى نعيش فيه
إن المحبة بين الإخوة فيما بينهم هي فطرة خلق الله الإنسان عليها فلا يوجد شئ أغلى من هذه المحبة بين الأخ وإخوته والصاحب وصاحبه والجار وجاره وبين اهل الكتاب الذين يعيشون فى وطننا هذا فاذا صارت بينهم الاخوة والمحبة ونكون يدا واحدة فسوف لا نخاف من احد ونرتقي بمجتمعا هذا ونصير الى الامام لانه لا يوجد من يفرقنا ولا يهدمنا ولايستطيع اي من كان ان يفرقنا لان هذا كله يكمن في المحبة والاخوة فيما بيننا ..