بهية فى عيون الفنان ياسر عيد
بقلم : منى منصور السيد
لكل فنان رحلة دوما تبدأ بالفن ثم تتعثر بضغوط الحياة وتحسين الدخل فينقطع الفنان عن عشقه وشغفه الفني وتمضي السنين وتأتي كلمة يعود بها الفنان إلى حلمه مرة أخرى .
هذا ما حدث مع الفنان ياسر عيد وحين سألته عن أسباب العودة قال:
كلمة قالها الفنان أشرف عبد العظيم وذلك فى عام ٢٠١٢ حيث نبهني أن الرسم الهندسي و الديكور يستهلك كل وقتك ويبعدك عن الابداع الحقيقي و الفن الاصيل في الرسم ونبهني ان مستواي الفني من عشرات السنين لازال قويا وانه يجب علي العودة لاحتراف ممارسة الفن التشكيلى وهنا بدأت رحلة العودة .
لكن قبل ذلك لابد أن نلقي الضوء على البداية المبكرة والتي قال عنها الفنان ياسر عيد انه بدأ وهو في المدرسة الثانوية حيث يوجد مرسم كبير و معلمون متفهمون أرشدني أحد الاساتذة أن التحق بمرسم قصر الثقافة باسيوط وهناك تعرفت على خامة الالوان الزيتية.
تأثرت فنيا بأستاذي الراحل بخيت فراج في فنون الألوان المائية ورسم اللاندسكيب وهو أستاذي من خارج كلية الفنون الجميلة، ومن أساتذتي فى الكلية تأثرت بالراحل د.زكريا الزيني والراحل د.فاروق بسيونى كما تأثرت بالفنان عدلي رزق الله فى المائيات والفنان زهران سلامة، وذلك منذ بداياتي في الثمانينيات حيث أقمت ثلاثة معارض فردية.
أولها بقصر ثقافة أسيوط بعنوان «بورتريه»، ثم معرض فردي بقصر ثقافة المنيا ومعرض بقصر ثقافة أسيوط وطاف هذا المعرض مدن وأقاليم الصعيد.
وبدأت فى الصحافة كرسام صحفي عندما كنت طالبا بكلية الفنون الجميلة، ١٩٩١ وكانت بدايتي الحقيقية في مجلة الشباب بجريدة الآهرام العريقة وذلك عندما أتاح لي الكاتب العظيم الراحل عبد الوهاب مطاوع مساحات لأرسم فيها في المجلة الذائعة الصيت وقتها، ورسمت أيضا رسوما فى جريدة «الأهرام المسائي»
و مجلة كل الناس ومجلة كاريكاتير ومجلة صباح الخير وعدة مجلات عربية وصممت آكثر من ١٠٠ كتاب لمشاهير الكتاب مثل عبد الوهاب مطاوع وجمال حمدان ويوسف القعيد والسيد ياسين وغيرهم كما رسمت موسوعة «هذا الرجل من مصر» وتضم اكثر من ١٠٠ بورتريه .
جلس أمامي مشاهير من الفنانين والممثلين لرسم لوحات شخصية لهم مثل عادل إمام ويسرا ونور الشريف ويحيى الفخرانى وعمرو دياب وحسين فهمى، وغيرهم من مشاهير الفن والرياضة، وقمت بعمل بورتريهات شخصية زيتية وأحيانا بالألوان المائية وإفتخر بآنني تميزت فى رسم البورتريه.
وعن معرض بهية نتحدث فإيمانا بان المرأة المصرية هي نصف المجتمع و المحور الرئيسي فى تحريك أحداثه ورقيه او انحدارة كونها الام و الزوجة و الابنة و الاخت و الطبيبة و المعلمة وغيرها من مهن لاغنى عنها و المرأة هي الفاكهة و البهجة في الحياة .. وصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فى قوله "رفقا بالقوارير".
أوضح الفنان ياسر عيد انه اراد أن يرصد جماليات المرأة المصرية بمختلف الطوائف و الطبقات و الاعمار
و الظروف البيئية و المكانية المختلفة فى الزمن الراهن، و الماضي القريب المرتبط بالواقع المعاصر.
وتاثير صراع الحضارات مع القيم و المورثات بصالحها و طالحها و ماينتج عن هذا التدافع من صور و انفعلات و مواقف احب ان يسجلها فى هذا المعرض
وأضاف انه يعتقد ان "بهـــية" تطلق على مصر ايضا بجمالها و عذريتها و شدتها وقسوة ظروفها احيانا
لتنتج لنا لحضات و مواقف و انفعلات غاية فى الابداع زمانيا و مكانيا و انسانيا
وعرض لنا أنه حضر للمعرض خمسة واربعون لوحة كلهم لوحات الوان مائية
وإختار عنوان "بهية " لان به معنى يتوافق مع انطباعية الاعمال حيث رصد الجماليات الإنسانية و الإنفعالية و الأحاسيس النفسية مضاف اليه الواقع الزمني و المكاني فمعظم اللوحات ترصد الحاضر القريب و المعاصر والواقعى
فالمرأة مصدر الالهام فى كل الفنون و الحضارات .. و المرأة ليست جسد بل حس ووعي و احاسيس اكثر رهافة من الرجال .. وهى ملهمة الفنانين فى كل زمان ومكان
وقال الفنان ياسر عيد أنه تأثر بقول بيكاسو عن المرأة «المرأة في نظري خليط من الأشكال والألوان»
ورغم ذلك لن اقدم فى معرضى المراة فقط فأنا أقصد "ببهــية" أيضا مصر فهي بغاية القوة و الجمال حيث كان بالمعرض لوحات لورود منهما اثنتين لورد النيل "اللوتس" و لوحات لمناظر طبعية عن البحر تصيدت فيهما لحظات هبوب الرياح و تأثيرها على الحشائش على الرمال موج البحر و السحاب
وحين تساءلت أن هناك بعض الاعمال لا توجد فيها المرأة رد الفنون ياسر عيد بأن بعض الاعمال تتناول الطبيعة المحيطة برمزيتها المكانية او الزمانية مقاسمة للمرأة فى مساحة اللوحة وجزء جوهري من الموضوع
وعن خطط الفنان المستقبلية قال يعتبر هذا هو المعرض الفردي السادس لى وانوي باذن الله ان اعود بقوة واتفرغ للعمل الفني بعد عدة انقطاعات لانشغالي باعمال اخرى اثرت احيانا على انتاجي الفني
وحين سألت الفنان ياسر عيد عن التكنيك الذي استخدمه بلوحاته رد فى هذا المعرض استخدمت الخامات المائية معظم الاعمال اللوان مائية و احبار الاكولين "الوان مائية سائلة" وفى بعض الاعمال استخدمت الجواش كتقنية مضافة الى الالوان المائية "و الجواش الوان وسيطها مائي أيضا"
واحيانا فى اعمال قليلة استخدمت الوان مائية على هيئة اقلام لتعطي تأثيرات معينة فى بعض اللوحات
وحين سألته عن وقت العزل وهل أثر فى حياته أجابني: لدي تجربة خاصة مع جائحة كورونا، فقد وفرت لي الكثير من الوقت خلال فترة الحجر والتباعد الاجتماعي، لاتفرغ لإنتاج الفني والإبداعي، وعاد لي شغفي من خلال الرسم، كما أنني أقلعت عن التدخين، وعدت للفن بجدية و اصرار
وعن اختياره لموضوعات أعماله قال أنا أفضل الموضوعات المرتبطة بالواقع والمجتمع، وتقديم كل ماهو جميل من أماكن ووجوه الناس البسيطة والجميلة والمعبرة عن لحظاتهم اليومية، وحاضرهم وأحلامهم.