اكرموا قلوبا ٱوت اليكم
كتبت : د . ايمان المنير
انظر إلى ذات نفسك وارتضي لها من العالمين مكانا واعلم أن شأن مكانك بين خلق الله هو مايذيع به سيطك من خير بين ملأ الله وماستذكر به فى الارض سيردده عنك أهل السماء .
من وجهة نظري المتواضعة أن أكثر أسباب الحقد والضغائن على هذا الكوكب اضمحلال وتراجع صفة النجدة والحضور وهنا لا نذكر الحضور الجسدي .
فكم من أجساد حاضرة ولم نرى لها بين الحاضرين مكانا وكم من أجساد غابت وهي فى الحقيقة اول الموجودين كنبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
فقد ربط الله سبحانه وتعالى وله المثل الاعلى قبول الصلاة وثوابها بمدى حضور القلب .رغم أن وقوف المصلي لأداء فريضة الصلاة ولكن قد يفقد قدرا من الثواب بقدر ما فقد من حضور قلبه والمقصود هنا الخشوع
إن احتمى بك أي إنسان أجبر خاطره
ولا ترده مكسورا .
وان ٱوى اليك حيوان فارفق به .
فلا تقطع عشما وصلة الله بك ..ولا تمزق قلبا تعلق ووثق بك
ومما يدمي القلوب أن تجد بيوتا لا هي سكنا ولا مأوى هي مجرد حيطان تعكس على الساكنين برودة تجمد القلوب فلا طعم فيها للحياة .. تجد كل مافيها جامدا ومتحجرا حتى تعبيرات وجوههم تنطبع عليها القسوة وان أطلت النظر فى مقلتي أعينهم تجدها تخفي انكسارا.
بيوت بلا بسمة ...تأوي أناسا انقطعت الصلة بينهم .
لا تجمعهم اهتمامات ..ولا هم يسعدون بلقاء على طاولة طعام تساوت بها جميع الاصناف فلا فرق بينها سوى في لون او شكل فقط .
باي حق يعيش أهل بيت وأسرة اغرابا باي حق يتمنى أحدهم من الاخر أن يصغي اليه ويستمع.
لمن غير شركاء الدار يلجأ البعض ويحتمي من برودة وقسوة الايام احذروا وتداركوا وأدركوا قلوبا قد تلجأ الى عدو من دونكم جوعا وعطشا الى احساس زائف أو هروب من قسوة و جحود واحمدوا الله أن جعل لكم قلوبا تأوياليكم واحسنوا ايواءها واكرموا مجلسها واحسنوا إليها علكم تحتاجون الى نفس ذات المأوى فتجدوا لقلوبكم منها مجلسا ومكانا فهو فضل من الله يؤتيه من يشاء .
أدركوا كل قلب هرب اليكم أدركوا الاب والاخ والزوج والصديق
أدركوا الام والاخت والزوجة أدركوا ابناءا لا ذنب لهم .
أدركوا حيوانا أليفا اقتنيتموه ومافعلتم فقط انكم اطعمتموه واسقيتموه ولم ترقبوا الله فى قلبه ونفسه إلا ولا ذمة .
انقذوا عيونا تحجرت و فارقتها الدموع من قسوة ما رأت .
أدركوا أنفسكم فعند نجاة كل هؤلاء حتما ستنجو أنفسكم و تتبدل الأحوال إلى سكينة وطمأنينة يصعب إيجادها والحصول عليها .