البركة فى شهر البركة ولماذا نقفد البركة؟
إعداد وتقديم
علاء الدين عبد الرحمن
قال تعالى:وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ الأعراف:96
أيها الأحبة: إننا نسمع الكثير يتحدث بأسى عن ضياع البركة وقلتها، وإذا تحدث الآباء والأجداد فإنهم يخبرونا كيف كانت البركة في كل شيء في الأعمار والأبدان والأموال على الرغم من قلة تلك الأموال وكيف هي اليوم قد ضاعت أو محقت، فهم لا يرون ما كانوا يرون.
إن المسلم يطمع أن يزاد في وقته1، وعمره، وماله، وأبنائه، وجميع محبوباته ويدعو الله عز وجل أن يبارك له فيها، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بالبركة في أمور كثيرة.
والبركة هي: ثبوت الخير الإلهي في الشيء فإنها إذا حلت في قليل كثرته، وإذا حلت في كثير نفع، ومن أعظم ثمار البركة في الأمور كلها استعمالها في طاعة الله عز وجل.
ومن تأمل في حال الصالحين والأخيار من العلماء، وطلبة العلم، والعباد يجد البركة ظاهرة في أحوالهم. فتجد الرجل منهم دخله المادي في مستوى الآخرين لكن الله بارك في ماله ؛ فهو مستقر الحال لا يطلبه الدائنون، ولا يثقله قدوم الزائرين،
والآخر:
بارك الله في ابنة وحيدة تخدمه وتقوم بأمره، وأنجبت له أحفادا هم قرة عين له والثالث:
تجد وقته معمورا بطاعة الله ونفع الناس وكأن ساعات يومه أطول من ساعات وأيام الناس العادية! وتأمل في حال الآخرين ممن لا أثر للبركة لديهم، فهذا يملك الملايين، لكنها تشقيه بالكد والتعب في النهار، وبالسهر والحساب وطول التفكير في الليل،والآخر له من الولد عشرة لكنهم في صف واحد أعداء لوالدهم والعياذ بالله
لا يرى منهم براً، ولا يسمع منهم إلا شراً، ولا يجد من أعينهم إلا سؤالاً واحداً.
متى نرتاح منك؟
وأما البركة في العلم فجلية واضحة، فالبعض زكى ما لديه من العلم وهو قليل فنفع الله به مدرساً، أو داعيةأو موظفاً
أو غير ذلك، وضدهم من لديه علم كثير لكن لا أثر لنفع الناس منه. و البركة إذا أنزلها الله عز وجل تعم كل شيء:
في المال، والولد، والوقت، والعمل والإنتاج، والزوجة، والعلم، والدعوة والدابة، والدار، والعقل، والجوارح والصديق ولهذا كان البحث عن البركة مهما وضرورياً. فكيف نستجلب البركة؟
أولاً: تقوى الله عز وجل: فهي مفتاح كل خير، قال تعالى:وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ الأعراف:96، وقال تعالى:
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب ُالطلاق:3،2، أي من جهة لا تخطر على باله.
وعرف العلماء التقوى: بأن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله
وأن تترك معصية الله، على نور من الله تخاف عقاب الله.