recent
أخبار ساخنة

دلوعة مصر

 دلوعة مصر



دلوعة مصر


   بقلم : د . إيناس الهندي


"وطبطب الهوا علينا.. وفتح الهوى عنينا

قالي كلام.. أحلى كلام.. من بعد ما قاله ما حنام"

دلوعة مصر.. أجمل بنات برج الدلو.. ومعبودة الجماهير

ما كل هذه الفرحة التي تصيب قلوبنا عندما نستمع إلى صوت تلك الشادية.. دلع البنت المصرية المحبب، وشقاوتها، وذكائها.. البنت العفريته التي تخطف القلوب..


هذه التلميذة الطائشة، ومغامراتها مع شيخ حسن، وأغنيتها الشهيرة سونة يا سنسن جيت لك أهوه.. وتصعب علينا لما تقوله "جيت مكسوفة لكن ملهوفة، والنبي حتى ماتغديت.." 


عندما يعلو الراديو برنة صوت شادية المحبب تصيب القلب فرحة، فهذا الصوت قادر على تغيير وتبديل الشعور في لحظة إلى مرح، وصخب طفولي.


عندما أسأل أمي.. تحبي تسمعي مين؟ ترد بسرعة وعفوية.. شادية

 هي لها مكانة في قلوب الجميع، وفرحة في قلوب البنات، "بدبلة الخطوبة" و"مكسوفة" و"لقيته وهويته" و"فارس أحلامي" و"أقوله والا لأ؟" 

"رنة خلخالها" وأغنية تصرخ بكل حواس بنت البلد وأغنية "الحنة يا قطر الندى" وتلك المشاعر القوية الممزوجة بالتراث.


"أستنى وأستنى لما تفوت على بستاننا 

وتصبح وتمسي تطلب مفتاح الجنة

وأهديك شال الأفراح.. مليان ورد وتفاح 

والفرحة الكبيرة.. نقسمها سوا.."

وهي تلك الفتاة في فيلم "الزوجة ١٣ " التي تصر على تلقين حبيبها درسا لا ينساه والإنفعالات المتضاربة في "على عش الحب" مع رشدي أباظة هذه هي فتاة برج الدلو التي لا تترك ثأرها حتى لو كانت "في إيديك قوة تهد جبال" فهي سوف ترد القلم ولن تصبر على ذلك..


وأيضا "إن راح منك يا عين هيروح من قلبي فين؟" مع كمال الشناوي.

ولا أحد ينسى تلك المقالب الصغيرة بينها وبين فريد الأطرش في فيلم "أنت حبيبي" والأغنية الشهيرة "يا سلام على حبي وحبك"


هي تلك التي غنت ومثلت ورقصت وأضحكت وأبكت فكانت فنانة شاملة تميزت في كل ما فعلت بشخصية ساحرة تخطف عين المشاهد والكاميرا في آن واحد.


تميزت على الشاشة بشكلها وتلك الجبهة العريضة وظهرت تسريحاتها موضة بشكل متغير مع نضوجها فصارت الموضة ُقصة شادية التي تنسدل على هذا الجبين وتلك الحركة الشهيرة المليئة بالدلع في أغنية مصر اليوم في عيد ونزول الُقصة على عينيها ورفعها بحركة رأسها بذلك الدلع المحبب.


لقد تميزت شادية حتى في الأفلام التي لم تغني فيها وإعتمدت بشكل أساسي على أداءها فقط لذا كان لها جمهور عريض لدرجة ان سهير البابلي صرحت في لقاء تليفزيوني أن سبب نجاح وإستمرار عرض مسرحية "ريا وسكينة" هو جمهور شادية.

شادية هي فرد من العائلة المصرية قريبة من القلب، مرت بمراحل كثيرة سجلتها شاشة السينما من "ليلة العيد" مع إسماعيل يس ومحمود شكوكو إلى "لا تسألني من أنا؟" حتى أفلام الفانتازيا الكوميدية مثل "أضواء المدينة" وأفلامها الكوميدية مع زوجها صلاح ذو الفقار مثل "مراتي مدير عام"..


وإذا عدنا بالحديث عن الغناء فتلك الآه المميزة في أغنية "آه يا أسمراني اللون" التي لا يضاهيها فيها أحد وذلك التساؤل الجريء "ليه..؟ وانت تحس الشوق أكتر مني وقلبك عطشان"، تلك المصرية التي غنت "قولوا لعين الشمس ماتحماشي احسن حبيب القلب صابح ماشي" و"غاب القمر يا ابن عمي" و"آه يا لموني في هواك ظلموني يا لموني" و"القلب معاك ثانية بثانية".


حتى في الأغاني الوطنية الجماعية تميزت شادية بدلعها وحضورها الطاغي في "الجيل الصاعد" وهي تغني "العلم سلاح جبار بيحول ليلنا نهار يسعى للنور بالنور ويواجه النار بالنار"، وغنت في "الوطن الأكبر" فقالت بدلال:" ياللي ترابك كحل لعيني.. ياللي هواك عطره بيحييني.. انت حبيبي يا وطني العربي".


شادية هي قطعة السكر التي تضيف لمرار اليوم حلاوة وشقاوة ودلع.. مصرية حتى النخاع وصوتها محفور في وجداننا تلك التي غنت في "صوت الجماهير".. "سيروا بعون الله.. وإسعوا بأمر الله .. غير الله ما في قوة هتوقف من تيار زحف الجماهير".. بصوتها الحماسي..

إنها حقا.. صوت الجماهير.

google-playkhamsatmostaqltradentX