"ٱبْتَغِ أولا ثم لا تَنسَ"
كتبت : شيرين رأفت
قال الله تعالى ( وَٱبْتَغِ فِيمَآ ءَاتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ الآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا ۖ ).
الآية واضحة والأمر الإلهي واضح "ٱبْتَغِ أولا ثم لا تَنسَ"
نخرج الي هذه الدنيا من بطون أمهاتنا عراة لا نملك أي شئ
ثم يهبنا الله كل شئ،
الصحة،
الأهل،
المأكل،
المشرب،
الملبس،
المال،
العلم،
العمل،
الخ....)
كل هذه نعم من الله وليست حقا مكتسبا، فليس مضمون وجودها أو التحكم في عدم زوالها، فكل شئ بيد الله.
ولكن نستطيع ذلك فقط لو أخذنا من كل منها مسلكا اوطريقا للدار الأخرة، للدار الحقيقية التي لا شك في الوصول اليها.
الله وهبك صحة اعمل واجتهد ولا تكسل وجاهد في سبيل الله.
الله وهبك الطعام، اطعم غيرك يدوم لك طعامك.
الله وهبك مالا،انفق وساعد غيرك يزيد الله لك ويضاعفه اضعافا مضاعفة.
الله وهبك علما، امح جهل غيرك.
الله وهبك عمل، اجتهد فيه لتنفع أمتك وتكون صورة مشرفه للمؤمن المتقن لعمله .
وقتها ستدوم النعم وتشملها البركة وتكون أصبت حظا في الاخرة، وتستمتع أيضا بنصيبك من الدنيا مما احله الله لك.
فلا يكن همك أيها المؤمن الفطن الجمع من الدنيا للدنيا فلا تأخذ منها غير نصيبك، نصيبك فقط، قدرك، كفايتك فيما أحل الله لك .
وإلا لمن تجمع وتبني فيها وانت تاركها فلا البيت بيتك
ولا الدار دارك
ازرع لتحصد في دار الحق ثمارا يانعة تنجيك من المهالك
هذا فعل المؤمن الفطن الذي يُحافظ على نعمائه بالطاعة فيها وتجنب زوالها وكسب الأخرة ويأخذ من الدنيا خيرها
فلا يكن موت غيرك امامك لحظات عابرة
فالموت عبرة للقلوب الذاكرة .