recent
أخبار ساخنة

صيحة في واد

  صيحة في واد



بقلم : عبد الواحد الكتاني 


أيها أنا الواقف 

بين أَذْرُعِ غمام 

كفاك بناء أوهام 

 ماذا تتوقع   

ماذا تصْطَبِرْ 

بزوغ نور شمس قدر 

أم ضياء  قمر أمل  

إلى متى هكذا ستبقى 

مكبلا محبطا  مستلقى 

أيها أنا الواقف 

بين أَذْرُعِ أحلامك 

أَطْلِقْ عنان خيولك  

تركض لتسابق رياح 

حيث لا أثر لغبار أشباح  

اُصْقُلْ سيف يراعك 

يصارع ضباب منظر  

يبارز سواد رؤيا 

 يُفْرِدُ ازدواجية قرار 

يحدد وجهة حوار 

أيها أنا الواقف 

بين أَذْرُعِ سراب 

قد تتشابه 

قطرات عرق و سحاب 

فتختلف هيكلة قواعد 

 بين ترابية وحجرية 

هنا تنبت زروع 

وهنالك تسيل 

جراح و دموع 

أيها أنا الواقف 

بين طوابير انتظار  

اِخْتَرْ مركبة أنت فيها طَيَّار

قبل أي إِحْلال أو مزار 

واِمْلَأْها بوقود خالص 

من غش أو تلفيق ناقص 

كي لا تتركك بين هاويتين 

واِعْلَمْ أن هبوط نهار  

يجعلك لأفضل جيران تختار 

وأن نزول ليل 

سيرغمك على أُلْفَة قَسْرِية 

تحلم بعدها بنزلة ثانية 

حيث قد يُسْتَحال 

 تحقيق طلوع الحظ 

أيها أنا الواقف 

بين أَذْرُعِ تكليف 

لنفسك لا تبدأ أنت بتعريف

ربما تخطئ التوصيف 

فتصاب بدناءة أو تهميش 

افْشِ السلام 

ولا تُكْثِر الكلام 

حتى تتأكد جنب من تقيم 

فكم من حبل قديم  

من بعد برودة فَاقَة 

شَبِعَ من صَهِيد بُحْبُوحَةِ عاقَّة 

فصار كثعبان سام 

أيها أنا الواقف 

بين أَذْرُعِ مرضى 

تَجَاوَزْ  تفادى  تغاضى 

فليس كل سؤال 

يستحق الجواب 

وليس كل موقف 

يبني فرضيات مطلقة 

فنسبية عَيْشٍ و رَغَد سنين 

قد تذهب بين 

غمضة ومضة أو طرفة عين  

حيث لا عودة لنظر مجسمات 

فالحياة حلقات معدودات 

وسعيدها ليس بالمال 

بل بحسن خصال و مآل  

لا تظْلِمْ وتريث في الحكم 

ربما ظنينك مُكمَّم 

أو يفضل التكتُّم 

سَاعِدْ  أصلح  وأكرم  

ولا ترْمِ مساميرك 

في مسالك و ممرات 

قد تعطل عجلتك  

وأنت في طريق ضروريات 

أيها أنا الواقف 

بين أَذْرُعِ كساد 

فما صَبَرَ على فساد  

إلا ذو منفعة 

 أو قليل عتاد

كن المثل أو المثيل 

في صالح لا في هزيل  

اِمْلَأْ قِرْبَة الحب 

من ماء ورود 

واِسْقِ منها مشاتل حدود ،

و اُحْسُبْ سِعَة قدرتك 

قبل غدر عهود ووعود 

لا تنْزِلْ بكل قواك 

على ظهر من عاداك 

واِصْنَعْ منه خير زميل 

تحْفَظْ شره 

يوم رد كيل 

أيها أَنْتَ  الواقف 

بين أَذْرُعِ وفاء 

اِعْذِرْني لو خُنْتُ رجوعك سماء  

فأنا لا أقرأ حروف زُقَاق فضاء 

ولنتَعَوَّدْ طرائف أهلينا و أَغْراب 

مادام مصيرنا تحت تراب 

همساتي تبدو قَاتِمة  

رَسَمَتْها بسمة حكمة 

خُذْها مجرد كلمة 

 أو صيحة في واد 

لكن بَيِّتْها وسط زاد .

google-playkhamsatmostaqltradentX