الخصام
كتب مصباح محمد
أنا لا أطيق الخصام..
لا أتحمل قضاء وقت طويل دون أن أتحدث مع احبابي لأن أحدنا يشعر بالضيق أو الحزن من الأخر..
لا أتحمل فكرة كتمان الغضب والضيق حتى على أبسط الأشياء .. لأن العلاقات العاطفية تنتهي فجأة بسبب كثرة الكتمان والتراكمات..
لا أحب الردود الباردة والجافة أيضًا، ولا أنسى الكلمات القاسية في لحظات العتاب واللوم، ومهما أشتد الخلاف فأنا لا أجيد الدفاع عن نفسي دائمًا، وأبغض هؤلاء الذين يجيدون قلب الطاولة عليك لمجرد أنهم بارعون في الدفاع عن أنفاسهم أو يملكون القدرة المستمرة على تبرير أخطائهم القاسية ضدي.
أنا شخص بسيط أومن أن العلاقات خلقت للراحة، للود والتفاهم واللين في التعامل بيننا، لم تخلق للدفاع عن أنفسنا، لتجميلها، وللفوز في معارك
المناقشات، كلمة لطيفة كفيلة بإنهاء أي خلاف لمجرد إنني أحبك
يأتي شهر رمضان فرصة يغتنمها الكثيرون خاصة المتخاصمين لتصفية نواياهم ونفوسهم فيما بينهم وينهوا ما بينهم من خلاف ابتغاء لوجه الله تعالى ولسنة نبيه الكريم، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ".
وتساءل البعض هل هذا الخصام يحل للمسلم وأخيه المسلم فقط أم أنه لكل الناس على السواء
والعلاقة بين بني الإنسان كله قائمة على المودة والرحمة والخير والسلام، والمعاملة الحسنة أي كانت عقيدته، نوعه، لونه، جنسيته، طبقته وغيرها، وأرجع ذلك لقول الله تعالى:"وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً"، وأيضًا لقوله "وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا"، أي لكل الناس وليس لعقيدة بعينها.
وأشار أن النبي صلى الله عليه وسلم، حدد علاقة الإنسان مع ربه ونفسه ومع الناس خلال الوصية الجامعة:"اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَتَمْحُهَا وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ"، فعلاقة الإنسان مع ربه "اتق الله حيثما كنت"
