اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

قصة " غفوة "

الصفحة الرئيسية

 قصة  " غفوة  "




بقلم: منال خليل


 - كانت " مَلَك "  تجلس مرتاحة برداء مخملي طويل أبيض مفتوح الجانب ، حافيه القدمين إلا من خلخال ذهبي ذو قلب من الألماس يطوق كاحل القدم اليسرى ، المعقودة فوق اليمنى بطلاء أظافر يلمع بلون الورد البلدي  ... 

عيناها  بعين " سليمان " تسأله بشفاه ذات حُمرة ودلال واضح وهي تميل عليه بطريقها لوضع فنجان القهوة أمامه و اليد الأخرى تنام بكفه اليسرى :

ـ لما كل هذه المشاحنات بيننا و نحن لا نستطيع أن نكف عن محاولات العودة دائماً...  كل منا للآخر رغم كل ما يعترضنا يا سليمان ؟

ـ أجابها سليمان وهو يلمس أحدى خصلات شعرها و كأنها شعاع شمس يشرق على كتفيها :

 أعتقد لأننا لم ننتهي بعد ، فعندما يوشك الحب أن يفيض بنهاياته نعود ثانية لاندفاع البدايات . 

ـ قالت ملك :

 أحياناً يصعب علي أدراك ما يصيبنا أو ماهو قادم فأشك  .. ثم أعود فأتيقن بمزيد من العشق، فهل هناك أكثر !! 

ـ  فأجابها سليمان وهو يطوق كتفيها ويقربها إليه:

لطالما  يبحث كل منا  عن طريق يَسلكه ليصل للآخر سيصبح  هناك أكثر من الحب   فالحب لا يمكن تفسيره.. و لكنه في حد ذاته التفسير الوحيد لعودتنا دائماً.

ثم  رفع باطن يدها ليقبلها هامساً :

دعيني أتعرف على خطوط  يدك لأطمأن على حدود وطني بقلبك .

 - شعُرت " ملك "  للحظة ، كما لو أنها جزء من غيمة سحاب، أو  قطرة ماء فاضت بها البحيرة ... 

ولربما حفنة رمال ندية .. و أغمضت عينيها وهى تتمني  أن تفرد القلوع و تبحر مع الرياح لتأخذها مع سليمان عكس إتجاه كُل البشر ...

 - ثم أفاقت على صوت زوجها آت من الداخل، يبلغها  بأنه أعد لها ماتحب من عشاء ....

- وكانت ملك قد غفت بمجلسها، و هي تقرأ بدفتر مذكراتها والتي أختلط فيها الورق وحبر الكلمات مع صوت موج البحر  .



google-playkhamsatmostaqltradent