الجهل في زمن العلم والتكنولوجيا
بقلم/ صابر محمد طلعت
رغم التطور الذي نعيش فيه والتكنولوجيا الحديثة، ورغم وصولنا لدرجة كبيرة من العلم ، إلا اننا لم نستطع التخلص من العصبية القبلية ، هذا المعتقد الخاطئ الذي يتوارثه الابناء عن الآباء ،جيلاً بعد جيل، فأصبحت آثارها السلبية تمتد إلى كيان الأسرة والمجتمع ،فتأتي قبيلة بعينها وتمنع الزواج من أحد أبناء القبيله الأخرى، لكونهم يرون أنفسهم الأفضل نسباً ومكانةً، فمن العار عليهم ان يزوجوا أبناءهم للقبيلة الاخرى
كيف نرى هذا التفريق في هذا الامر ورسولنا الكريم يقول "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه " ولم يقل من ترضون قبيلته ونسبه، من الناحية الاخرى نرى تأثير القبلية أيضاً على مشاكل العائلات التي تصل إلى حد القتل والثأر
فاذا أردنا أن نجد حلا لتلك المشكلة، لابد من الوقوف على أسبابها والتعرف عليها، خاصة أن القبلية العصبية تتنافى مع تعاليم الدين وتتنافى مع الاخلاق، فتصبح سببا في انتشار الفتنة بين الناس ومن أهم الاسباب التي أدت الى العصبية هي
الابتعاد عن الدين الذي يجعل الناس يعتقدون ويؤمنون بأمور أخرى غير أمور الدين والاعتماد على المفاضلة على أساس النسب ووضع القبيلة ، أضافة علي ذلك نجد ان الصراع على السلطة والمناصب والنظر إليهم على أساس القبيلة دون النظر إلى الكفاءة يقع على رأس تلك الاسباب التي يجب معالجته
كما نرى أيضاً إنعدام الوعي لدى الناس والتربية الخاطئة من اسباب زيادة القبلية والتعصب، كيف لنا أن نؤمن بمعتقدات خاطئة ورسولنا يقول "لافرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى" ،فاذا لم تتلاشى هذه الأسباب وغيرها ،فكيف لنا ان نتطلع لمستقبل أفضل ومازالت القبلية مسيطرة على العقول قبل الأجساد
