اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

" اليوم أنا أحببتك للأبد " قصة قصيرة بقلم : منال خليل

   " اليوم أنا أحببتك للأبد "

          قصة قصيرة:  بقلم منال خليل

 كانت "غيداء" قد حضرت نفسها لأُمسية حبيبة

فارتدت الأزرق الرومانسي بلون السماء  حريري مفتوح لأسفل الظهر ليوضح جمال المكان الغائر بالمنتصف والذي لم يكن يخلو من طعنات الغزل 

حذاء ذو كعب عال رفيع بنفس لون الرداء، يعلوه ذلك الخلخال الرفيع الذي يشدو فوق الكاحل.

قرط ألماس مع عقد لؤلؤ على صدر مضيئ مُقبل ينبض حياة   

وقلب يملؤه الكثير من النشوة، ووجه يعلوه احمرار ودفء الخجل، وكأنه اللقاء الغرامي الأول .

 وقفت أمام المرآة وحررت الشعر الكستنائي اللامع من أسره ليهبط على كتفين عاريين بكبرياء .

ثم تعطرت بذلك العطر الذي يسبقها دائما فيدير رأسه عند السلام  . 

عطرت منابت الشعر وثنايا ذراعيها وخلف ركبتين مستديرتين كالقمر

ولم تنس أن تصبغ شفتيها بالأحمر القرمزي كما يحب . 

وهي تردد مقلدة نبرة صوته عندما قال لها: "اليوم أنا وقعت في غرامك للأبد" .

 لقد كان دائما الشغف والحب واللهفة يقتصر على وجوده فقط كما كانت هى ذاتها بكل مافيها تقتصر عليه وحده و ابتسمت غيداء عندما تذكرت أنه يحب أن يناديها بزهرة الأوركيد.

وأخيرا تهيأت وعطرت الصالون ثم أسدلت الستائر المخملية، وذهبت إلى الجرامافون بركنه الخاص لتدع الموسيقى الكلاسيكية الحالمة تنساب  محملة بكل الذكريات 

 اقترب موعده وشعرت بكامل طاقته كالهالة تحيط بها وملء المكان ...

 ثم أعدت طاولة القهوة لتصبح جاهزة عقب العشاء  

وتهادت بأناقة وهى تسير لتضع كأسين من الكريستال مع قنينة نبيذ على مائدة العشاء، واطمأنت على ترتيب كل الأشياء بما يليق بسهرتهما ولا يتعارض بأن يكون مرتاحاً وأن تكون قريبه منه أيضا .

سمعت رنين الهاتف يعلو تدريجيا بالمكان  أهو 

 فشعرت بأن قلبها يرتجف تلك الرجفات مثل رعشة البدايات الأولى، سحبت الهاتف بهدوء ولم يكن هو ..فأطفأته نهائيا ، لقد كانت تريده هو كاملا وليس صوته فقط. 

فقد كانت تخشى أن تسمع إعتذار . 

-وقفت خلف النافذة تنتظره ورائحة المطر تنبعث ممزوجة بعطر شجرة ملكة الليل أسفلها  وكأنها تنتظره معها بشغف وهي تسألها ما الذي أحببتيه فيه  فأخذت غيداء تستعيد تفاصيله وروعة عنفوانه، رائحة جسده وكل الخطوط الغائرة التي تطل من ملامحه ..  ذلك الحزن الشجي الرائع في صوته، والإجهاد المستمر المطل من عينيه الذي ينبسط مع شرود الصمت الحائر فيه معها. 

  ثم تململت في وقفتها 

وهي تحدث نفسها بأنه قد تأخر قليلاً 

        لربما يحضر لها زهور الليليوم البيضاء !!

ناشدت غيداء الظلال الممتدة بطول الطريق بألا يتأخر، ثم  أستدارت مبتعدة عن النافذة وذهبت لتحضر الشمعدان الفضة والشموع     ثم  تذكرت ألا شموع لديها

  " وأن لاحبيب أيضاً  "



google-playkhamsatmostaqltradent