قلادة الحب
كتبت - وفاء أنور
ثمانية وعشرون حرفًا قد يحملونك ، ويحلقون بك وسط أسراب النجوم ، أو يسقطونك لتهوي إلى آخر الأرضين . ثمانية وعشرون حرفًا في أبجديتنا العربية إن أحسنت استخدامها أصبحت متوجًا بأكاليل من النور تجاور ملائكة السماء ، وإن أسأت استخدامها وجدت نفسك عن عمدٍ تحيا بين شياطين الإنس ، لتسكن كهوفهم .
كلمات مجرد كلمات قد تصنع منا قصة نجاح ٍ نسطرها بحروف نورانية أو تسحق كل جميل فينا . كلمات خلقت لتزرع صحراء الألم بأزاهير الأمل .
كلمات تجعلنا نعلو ، فنرقى . تعالوا نغزل من حروفنا ثياب الفرح بكلماتنا .
تعالوا نحلم بكؤوسٍ مزجت مياهها بعطرٍ ، لنهديها للعطشى في زمن ٍ جفت فيه المشاعر ، وقست فيه القلوب .
سأبقى للأمل باعثة رغم غموض المشهد رغم قتامة المنظر . أنثر النور في خلفية لوحاتي ، وأمسك بفرشاة ألواني التي صنعت من شعاعات شمس لتدخل كل قلبٍ عرفته ، وسكنته يومًا فتحوّل كل ظلام حل به إلى ضياء .
دعونا نغزل من أبجديتنا رداء يحمينا من بردٍ شتاء ، أو حرٍ صيف . رداء يحمينا من خريفٍ يسقط أوراق تجاربنا التي أخفقنا فيها من قبل ؛ ليخبرنا أن الربيع لن يعود مجددًا ! تجاهلوا حديث خريفكم الواهي .
انهضوا ، لتصنعوا ثوبا آخر يستوعب فرحكم ويحتوي نجاحاتكم . هيا ، فالربيع قادم . هيا نختزل مشاهد الألم التي مررنا بها . هيا لنحيا في جنةٍ من وحي كلماتنا . هيا نعيد إلى قلوبنا الحياة في وقت اشتدت فيه أزماتنا . تعالوا نتحدث بلغةٍ أرقى تعالوا ننفذ إلى قاع بحر من نور لنرى حروفنا تتلالأ فيه ! تعالوا نصنع من تلك الكلمات قلادات نهديها لمن نحب .
فربما بكلمة واحدة نصنع مايراه البعض مستحيلًا !