اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الطب بين الرحمة و الإستعباد

 الطب بين الرحمة و الإستعباد 

الطب بين الرحمة و الإستعباد


بقلم : عبير مدين


تعتبر مهمة الطب من أقدم المهن التي عرفتها البشرية فمنذ أن نزل الإنسان على الأرض وعرف الألم بدأ يبحث عن دواء وعن من يطبب أوجاعه 

فمهنة الطب مهنة النبلاء مهنة إنسانية ومن يزاولها يؤدي دورا أخلاقيا رفيع المستوى تحتاج الكلمة الطيبة والرقة والحنان والتعاطف و العطف على المريض فالطبيب رسول رحمة 

على الطبيب أن يكون ذا تواضع كبير وأن يعامل الناس على حد سواء فلا يفرق بين الغني والفقير الجميع متساوون أمام الألم ، عليه أن يلم بدراسة الطبقات الاجتماعية وخصوصاً الفقراء، ويمد لهم يد المساعدة والتضامن الاجتماعي الذي هو احد أهم أركان الإنسانية، وأن يتفهم معاناة المريض الذي قد يكون لا يتحمل الألم أو ليس لديه معلومات كافية عن مرضه أو قد لا يجيد التعبير عن إحساسه بالألم . وعلى الطبيب أن يكون حسن الاستماع إليه وأن يتحلى بالصبر وهدوء الأعصاب والحلم في كل أحواله، كما يتحمل عصبية المريض الذي قد يكون سريع الغضب ولا يطيق انتظار دوره كبقية المرضى، أو يكون كثير الأسئلة فيما يتعلق بما يشعر به من الألم، وأن يقترح على الطبيب بعض الوصفات الطبية أو التقليدية التي قد يكون سمع بها من أحد الأقارب أو الأصدقاء. لذا فهو يقابل جميع الحالات بصدر رحب وبتفهم عميق بل يكون عطوفاً ورحيماً ومنصفاً في تعامله مع الآخرين. فالمريض بحاجة إلى من يعتني به لتخفيف ما يشعر به من الألم والهواجس المصاحبة للمرض، والطبيب يلعب دوراً كبيراً في حياة الناس لا يقتصر على علاج المريض جسدياً فحسب، بل يجب أن يرتقي إلى أعلى مستويات الإصلاح الاجتماعي، وعليه أن يشارك في إصلاح المجتمع من خلال المريض الذي يعاود المرور عليه، وأن يكون الإصلاح جسدياً وعقلياً ونفسياً واجتماعياً ودينياً. بالتالي، ومن خلال ما سبق فإن دور الطبيب إنساني في المقام الأول. 

لكن للأسف البعض من هذه المنظومة النبيلة خرج عن السرب وجعلها مهنة للتربح و استعباد للمريض ليدر عليه قطع الذهب والفضة لتحقيق الثراء الفاحش فترك إنسانيته جانبا وتحول لوحش يستغل ألام المريض وينهش في لحمه باحثا عن المال لا يبالي بأوجاعه ولا بعمره فقد يكون شيخا أجهدته أمراض الشيخوخة أو رضيع لا حول له ولا قوة 

قد يكون هذا الطبيب حقق شهرة كبيرة جعلت الناس تتهافت عليه وكلهم ثقة وأمل أن يكون الشفاء على يديه فيتخذاها ذريعة لرفع رسم الكشف فيكون مصير الفقير منهم الخذلان مهما كانت ألامه فتتكالب عليه أوجاع المرض و أوجاع الفقر 

على الجميع داخل هذا السرب الضال أن يراجع ضميره و يتخيل نفسه مكان هذا المقهور وجعا

وتكون رسوم الكشف في متناول الإنسانية اعلم أن الضغط عليهم ربما كان فوق احتمالهم لكن هذا قدرهم وقدر كل من تقدم لحمل هذه الرسالة النبيلة.

google-playkhamsatmostaqltradent