كيد النساء
كتبت دكتور شيماء صبحي
الكيد شيء موجود في النساء
ولكن هذا لا يعني أنه ليس موجوداً في الرجال !
غير أن الرجال يعتقدون أنهم مُعافون منه لنص الآية :
" إن كيدكن عظيم "
والآية إن أثبتت بشكل قاطع الكيد في بناء المرأة النفسيّ
فهذا لا يعني أنها براءة للرجال
ولكنها دليل دامغ على أن
نسبة تركيزه في النساء أكثر مما في الرجال !
خلق الله المرأة أرقّ من الرجل في المشاعر
وأضعف منه في البنية الجسدية
ووضع فيها الكيد سلاحاً تداري فيه رقتها
وتعوّض فارق القوة بينها وبين الرجل
وكل من يحمل سلاحاً ليس بالضرورة أن يستخدمه
ولكنه لا شك سيستخدمه إذا احتاجه
فالرجل الذي يحمل مسدسا لن يطلق النار على كل من يلقاه !
الكيد ليس اختيارا نسائياً تُذم عليه النساء
ليس مستحضر تجميل يشترينه بملء إرادتهن
وليس حُليا يضعنه برغبتهن
إنما هو فطرة الله التي فطر عليها الناس
والله لا يُذمُّ بشيء خلقه
لأنه سبحانه لا يخلق شيئا إلا لحكمة
ويبقى خلقه حكمة حتى إن عجزنا عن إدراكها !
الكيد مرتبط بحسن التدبير بشكل عام
وليس مرتبطاً بالشر بشكل خاص
فالقادرة على أن تكيد عليك
قادرة على أن تكيد لكَ
هي سيف بيدك وبإمكانك أن تحارب به الدنيا
وبإمكانك أن تغرسه في صدرك !
السيدة خديجة رضي الله عنها امرأة فلماذا لم نسمع شيئا عن كيدها
هذا لأنها وجدت رجلاً حوّل طاقة التدبير فيها نحو الخير
فكانت تكيد له في وجه الدنيا
كانت أمه التي فقدها صغيراً
وأخته التي لم تنجبها أمّه
وصديقته التي وهبها الله إياها
وحبيبته التي يوم نزل عليه الوحي ذهب إليها وتدثر بحنانها
وزوجته التي أنجبت له الزهراء أم سيدا شباب أهل الجنة
حين تشعر المرأة أنها أثاثا في البيت لا زوجة ستشعر بالإهانة
وحين تُضرب وتُنتقص إنسانيتها ستشعر بالإهانة
وعندما ترى زوجها عند أخرى ستشعر بالإهانة
عندها ستكيد
امرأة يحبها زوجها ويحترمها برأيكم ستكيد له أم ستتمسك به
امرأة رباها أبوها كما يجب ستكيد له أم ستضعه تاجاً على رأسها
امرأة لم يحرمها أخ من ميراث ولم يبادرها بقطيعة ستكيد له أم ستعتبره ثروتها
امرأة تعاملها حماتها كبنت لها ستكيد لها أم ستتخذها أما
نحن نستخرج أجمل ما في الناس
ونحن نطلق أسوأ ما فيهم
