اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

بعد مرور عقدين ..كيف غيرت هجمات ١١ سبتمبر طبيعة التهديدات الإرهابية ؟

الصفحة الرئيسية

بعد مرور عقدين ..كيف غيرت هجمات ١١ سبتمبر طبيعة التهديدات الإرهابية ؟


كتبت : نوره سليم


ها هي أمريكا قد سحبت كامل قواتها من أفغانستان تقريبًا، كما أكد جو بايدن الرئيس الأمريكي،  أن بلاده ستنهي مهمتها القتالية في العراق بحلول نهاية العام الجاري، مع استمرار بعض قوات تتولى تدريب الجيش العراقي وإمداده بالاستشارات العسكرية.


في حين أنه في مثل هذا التوقيت من عقدين ماضيين من، لم تنتظر أمريكا طويلًا في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، التي نفذها تنظيم القاعدة في واشنطن ونيويورك، واندفعت في حرب عالمية على الإرهاب، بدأتها بالهجوم على أفغانستان، ثم العراق.




والسؤال يملي نفسه ...

ماذا عن التغير الذي يمكن أن يكون قد طرأ على التهديد الذي يمثله الإرهاب بعد عشرين عاما من هجمات سبتمبر ؟


يرد الكاتب الأمريكي بروس هوفمان الأستاذ الجامعي  وخبير مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي،  


 أن الرد الأمريكي على هجمات سبتمبر حقق نجاحات بارزة، وأيضًا إخفاقات كارثية، وأنه مع ذلك فإن التهديد الإرهابي الأخطر حاليا، داخلي وليس خارجيًا.



ويستكمل أن تنظيم القاعدة وفروعها والتهديد الذي تشكله لأمريكا والعالم، "  ليست القاعدة اليوم كما كانت قبل عقدين ' ، فقد مات أسامة بن لادن، مؤسسها وزعيمها منذ سنوات. وبعيدا عن بعض الاستثناءات المهمة، مثل أيمن الظواهري، خليفة بن لادن، وسيف العدل، الضابط السابق في الجيش المصري، والخليفة المحتمل للظواهري، لقي تقريبا جميع قادة القاعدة حتفهم، أو تم اعتقالهم. فقد قتل سبعة من كبار قادة التنظيم منذ 2019. ويتردد حاليا أن الظواهري نفسه يعاني من تدهور حالته الصحية.


ومع هذا، لا تزال الأيديولوجية والدوافع التي يتبناها التنظيم قوية، كما كانت دائما.


، بدليل أن عدد الجماعات الإرهابية السلفية الجهادية التي تصنفها الخارجية الأمريكية منظمات إرهابية أجنبية أصبح أربعة أمثال ما كان عليه الحال عقب 11 سبتمبر.


  فالتنظيم قد رسخ أقدامه في سوريا، وهو يوجد الآن في 15 ولاية أفغانية، على الأقل، فضلا عن علاقاته المتواصلة مع حركة طالبان المسلحة.


*ظهور تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش)


قد أسفر غزو العراق، عن غير قصد، إلى سلسلة من الأحداث التي أدت بدورها إلى ظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والذي يمثل نسخة من القاعدة أكثر عنفا وانفلاتا.


وعلى المستوى الأسوأ، يتعين القول إنه في إطار الرد على هجمات سبتمبر، وفي سعيها للدفاع عن البلاد ضد التعرض لمزيد من الهجمات، أساءت واشنطن لبعض القيم ومبادئ العدالة الأمريكية الأساسية، ومن الأمثلة على ذلك معتقل جوانتانامو، والمواقع السوداء للاستخبارات الأمريكية، وسجن أبوغريب في العراق.


وعن أهم التحولات التي شهدها جهاز الأمن القومي الأمريكي منذ 2001، قال هوفمان إن البيروقراطية الواسعة في مكافحة الإرهاب، والتي نشأت عقب هجمات سبتمبر كانت التحول الأكبر، والأكثر رسوخا. وعلى سبيل المثال، كشف تحقيق أعدته صحيفة الواشنطن بوست في عام 2010 عن وجود أرخبيل هائل لمكافحة الإرهاب يضم نحو 1271 كيانا حكوميا و1931 من الشركات الخاصة.


والسؤال .. هل  بالغت أمريكا في رد الفعل على هجمات سبتمبر، من خلال التكرار، أو منح صلاحيات واسعة لهيئات مختلفة.

والأمر المؤسف، هو أن التهديد الإرهابي الذي تواجهه الولايات المتحدة قد صار داخليا، بعدما كان خارجيا لنحو عقدين بعد 11 سبتمبر، وهو ما ظهر جليا في أعمال الشغب التي استهدفت مبنى الكونجرس الأمريكي في يناير 2021، ولكن التهديدات التي يشكلها تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية (داعش) لم تنته بعد.


وتتضمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب لعام 2018، والاستراتيجية الوطنية الأولى على الإطلاق في أمريكا لمكافحة الإرهاب الداخلي، الصادرة في يونيو 2021 ، تفسيرات واضحة للنهج المتكامل، الضروري لحماية البلاد من الإرهاب.


 في ختام تحليل هوفمان يحذر  من أن الانقسامات الحزبية المريرة في أمريكا، قد تقوض تنفيذ استراتيجية محكمة لمكافحة الإرهاب، حيث لم تعد هناك عناصر الوحدة والهدف المشترك والمصير المشترك، التي وحدت الصفوف عقب هجمات سبتمبر، بل على النقيض من ذلك، يمكن لمناخ الاستقطاب السياسي الحالي أن يصيب الحكومة بشلل فعلي فيما يتعلق بالاستعداد للجيل القادم من التهديدات.


والسؤال ..وسط موجة من الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي جو بايدن .


ما الدافع من  وقوف  الرئيس الأمريكي، جو بايدن،   "بشكل مباشر" وراء خروج الولايات المتحدة من أفغانستان؟ 

هل  بسبب سيطرة حركة طالبان بسرعة فاقت كل التوقعات على البلد الذي هو مزقته الحروب.


ما حدث الآن هو أزمة ثقة  فأمريكا "لا تهتم بمصير عملائها"


وعلى الجميع أن يفهم حقيقة  أن الولايات المتحدة تهزمها الشعوب وتذلها، وهي لا تهتم بمصير عملائها أبدا، فمن يخون وطنه سوف يواجه مصيره لوحده إذ لا حماية أمريكية أبدا فالأمريكيين اليوم يحتاجون من يحميهم من ثورات الشعوب".


واخيرا ... الشرعية الوحيدة التي يُمكن أن تمنح الحاكم ونظامه السياسي القوة، هي الشرعية المستمدة من الشعب الذي هو مصدر السلطات، وكل ما عدا ذلك مجرد هُراء وأوهام،



google-playkhamsatmostaqltradent