همسات شاردة
بقلم/ مهتدي مصطفى غالب
هل للعالم نهاية؟؟!!
كيف ينتهي العالم ؟!
متى ينتهي العالم ؟؟!!
هل للعالم وجود مادي ؟؟!!
أم هو لوحة تجريدية ؟!
في اليوم الذي يهوي العالم في حفرة النهاية
تحوم النحلة
حول زهرة القرنفل
و تهمس لعشبة البرسيم
و النجوم في الأفلا ك
تقفز فوق البحر
و المطر الغزير يلعب في ملاعب السماء
و الأفعى تقبض على يد المحراث
تفلح أرض الموت
..في اليوم الذي ينتهي العالم
..النساء يمشين على رؤوسهن في الحقول الباهتة
والمرأة المخمورة التي لا تنام …
تظهر ناعسة على حافة المرج ..
و باعة الخضار يصرخون في الشوارع بكاءٍ و عويل
و زورق من أصفر مريض ..يجر نفسه متراخياً
يقترب من جزيرة الله
في اليوم الذي ينتهي فيه العالم ..
الناس السكارى بأحلام المجد و هوس النصر
يشوهون الصباحات الندية بالأمل
يضربون الفراشات الحائرة حبا و بهاء
برصاص من القسوة و التعاسة
يتبارزون بسيوف النفاق ..
حتى تترنح الكرة الأرضية هاوية إلى قاع العدم
كأنهم تناسوا أن أجسادهم راحلة نحو الموت والفناء
إن دواخل الإنسان تدمر بسهولة
و يمكن للإنسان أن يقتل بكلمة أو ابتسامة أو طلقة
الحجر أفضل من البشر
الحجر مخلوق تام ..متماثل مع ذاته
متنبه لحدوده و وجوده تماماً
يمضي متبلور برائحة لا تذكرنا بشيء
و أشعر بندامة ثقيلة
حين أمسك بيدي جسدها الجميل المنحوت من الجمر و الحجر
و تتوغل الروح في الضياع و الانسياب
و نبحر في عالم الذات
لعلنا نجد ما أضعناه
نجد الذات التي أغرقتها أمواج الأوهام ..و الضياع