اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

إحتفالات بذكرى إستقلال الجزائر شعارها "إستكمال الاستقلال"

الصفحة الرئيسية

 إحتفالات بذكرى إستقلال الجزائر شعارها "إستكمال الاستقلال"



كتبت: نوره سليم


بينما دشن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، صرحا تذكاريا، لتخليد ذكرى "المقاومين" الذين نفتهم فرنسا خلال مرحلة الاستعمار، ضمن فعاليات احتفاء الرئاسة بذكرى استقلال الجزائر، الذي يحل في الخامس من يوليو، خرج الاثنين، جزائريون مؤيدون للحراك الشعبي، للتعبير عن رغبتهم في رؤية "استقلال حقيقي" حسب وصفهم.


وردّد متظاهرون في العاصمة الجزائرية، شعارات منتقدة للسلطة ومطالبة بـ"استكمال الاستقلال"، وكانت تلك صورة متناقضة لاتجاهين بالجزائر، وفق معلّقين.


فالاحتفالات الرسمية تؤكد على أن سلطات البلاد بصدد تحقيق مطالب الشعب التواق إلى التغيير، تحت شعار "الجزائر الجديدة"، لكن وبالموازاة مع ذلك، يدعو شبان من مختلف الولايات، إلى "إحداث القطيعة مع السلطة" التي يرون فيها "امتدادا لنظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة".


من جانبه، حرص الرئيس تبون على تهنئة فئة الشباب، بالمناسبة، ولا سيما بعد تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم، لأقل من 20 عاما لنهائي كأس العرب.


في الجهة المقابلة، تشارك، الاثنين، ناشطون على المنصات الاجتماعية، مقاطع فيديو،  لمظاهرات ردد فيها شبان شعارات منادية بـ"الاستقلال"، وهو ما يصفه الناشط ياسين عبدلي بـ"الدليل على أن  مطلب الاستقلال الكامل لا يزال مُلحا" . 


ياسين وفي حديث لموقع "الحرة" أعرب عن استيائه لما وصلت إليه بلاده بعد 59 سنة عن الاستقلال عن فرنسا، وقال: " يسوؤني أن أرى شبابا جزائريا يركب أمواج البحر للحاق بفرنسا، بعد أكثر من نصف قرن عن الاستقلال".


ياسين أشار بعبارته تلك، إلى الأخبار التي تناقلتها وسائل إعلام جزائرية حول وصول نحو 800 مهاجر غير شرعي إلى إسبانيا قادمين من الجزائر، خلال الأربعة أيام الأخيرة.


يُذكر أن عضو منظمة "أبطال ديل مار" الإسبانية، فرانسيسكو خوسي كليمنتي مارتن، كشف في تدوينة الأحد، وصول 800 شاب جزائري إلى السواحل الإسبانية، وتوقيف خفر السواحل لــ600 منهم، بينما فر 200 آخرون.


ياسين علّق على ذلك بسؤال: "كيف لنا أن نسمي 5 يوليو عيد الاستقلال والشباب، بينما أبناؤنا يجازفون بحياتهم من أجل مغادرة البلاد؟".


لكن، نجم الدين موساوي، وهو عضو في حزب جبهة التحرير الوطني، الفائز بأغلبية مقاعد البرلمان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، يرى بأن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، أو "الحرقة" كما تسمى في الجزائر، ليست خاصة ببلاده، وقال إن أغلب الذين يحاولون تجربة الهجرة "يفعلون ذلك بتأثير من المنصات الاجتماعية وبعض الأوساط التي تزرع اليأس في أوساط الشباب"..


وقال في الصدد" أصدقك القول، لو أتيحت لي الفرصة للهجرة، سأفعل، لكن لن أخاطر بحياتي، أنا بصدد إكمال دراستي، وبعد التخرج، سأبذل قصارى جهدي لأغادر".


وخلال الأشهر الأخيرة، عادت ظاهرة الهجرة غير الشرعية بقوة إلى الجزائر، بعدما تراجعت خلال الفترة الأولى من انطلاق الحراك الشعبي في 22 فبراير 2019.


والحراك الشعبي، المطالب بالتغيير، مستمر منذ 2019، بينما تحاول السلطات مواجهته بـ"التضييق على النشطاء واعتقال عدد منهم" يقول عبدلي، الذي شارك في مسيرات هذا الإثنين، 5 يوليو.


عبدلي أشار إلى أن الدليل على أن الجزائر "لم تخرج من النفق" وفق تعبيره، هو سلسلة الاعتقالات المتواصلة ضد النشطاء، وجميع من يؤيد الحراك من صحفيين، وأساتذة جامعيين، وحتى نساء وشابات من الجامعة.


ويُعد هذا العفو إجراء تقليديا يتخذ سنويا عشية ذكرى استقلال البلاد، لكن ياسين يرى فيه "محاولة من السلطة لتلميع صورتها أمام الخارج" وفق تعبيره.


ويوجد حاليا أكثر من 300 شخص وراء القضبان على خلفية الحراك و/ أو قضايا حريات فردية، وفق "اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين"، تقول وكالة فرانس برس.


وأوقف أغلب هؤلاء في الأسابيع السابقة للانتخابات التشريعية التي نظمت في 12 يونيو الماضي. 


وعملت السلطات على إنهاء الحراك الاحتجاجي عمليا من خلال منع التظاهرات، كما كثّفت الملاحقات القضائية ضد نشطاء ومعارضين سياسيين وجامعيين وصحافيين. 


ولجأت أكثر من 80 منظمة غير حكومية جزائرية ودولية مؤخرا إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للاحتجاج على ما اعتبروه تصعيدا للقمع من جانب السلطات الجزائرية وتجريمها المستمر للحريات الأساسية.

google-playkhamsatmostaqltradent