اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الصحابي ثابت بن قيس

 الصحابي ثابت بن قيس

الصحابي ثابت بن قيس


 كتب د- صالح العطواني الحيالي - العراق

 ثابت بن قيس ابن شماس بن زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج،  أبو محمد،  وقيل:  أبو عبد الرحمن.  

 خطيب الأنصار كان من نجباء أصحاب محمد - -صلى الله عليه وسلم- - ولم يشهد بدرا،  شهد أحدا،  وبيعة الرضوان.  

 وأمه هند الطائية،  وقيل:  بل كبشة بنت واقد بن الإطنابة أسلمت وكانت ذا عقل وافر،  وإخوته لأمه عبد الله بن رواحة،  وعمرة بنت رواحه.  

 وهو أيضًا زوج حبيبة بنت سهل التي وقعت معها قصة الخلع المشهورة،  وقيل بل كان ذلك مع جميلة.  وقد قتل محمد ويحيى وعبد الله بنو ثابت بن قيس يوم الحرة.  

 هو أحد السابقين إلى الإسلام في يثرب،  إذ ما كاد يستمع إلى آي الذكر الحكيم يرتلها الداعية المكي الشاب مصعب بن عمير بصوته الشجي وجرسه الندي حتى أسر القرآن سمعه بحلاوة وقعه،  وملك قلبه برائع بيانه،  وخلب لبه بما حفل به من هدى وتشريع. 

 فشرح الله صدره للإيمان وأعلى قدره ورفع ذكره بالانطواء تحت لواء نبي الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم-

 كان ثابت خطيب رسول الله والإسلام،  وكانت الكلمات تخرج من فمه قوية،  صاعدة جامعة رائعة،  ففي عام الوفود أذن له الرسول بأن يجيب على خطيب وفد بني تميم. 

 فبعض مما قال ثابت:  (الحمد لله،  الذي السماوات والأرض خلقه،  قضى فيهن أمره،  ووسع كرسيه علمه،  ولم يك شيء قط إلا من فضله.  ثم كان من قدرته أن جعلنا أئمة،  واصطفى من خير خلقه رسولا،  أكرمهم نسبا،  وأصدقهم حديث وأفضلهم حسبا فأنزل عليه كتابه،  وائتمنه على خلقه،  فكان خيرة الله من العالمين.  ثم كنا - نحن الأنصار - أول الخلق إجابة.  فنحن أنصار الله،  ووزراء رسوله). 

 البشارة بالجنة:  

 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- أَنَّهُ قَالَ:  لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:  { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }،  جَلَسَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فِي بَيْتِهِ،  وَقَالَ:  أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ،  وَاحْتَبَسَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،  فَسَأَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فَقَالَ:  يَا أَبَا عَمْرٍو مَا شَأْنُ ثَابِتٍ،  اشتكى؟  ،  قَالَ سَعْدٌ:  إِنَّهُ لِجَارِي وَمَا عَلِمْتُ لَهُ بِشَكْوَى،  قَالَ:  فَأَتَاهُ سَعْدٌ فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،  فَقَالَ ثَابِتٌ:  أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ،  وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْفَعِكُمْ صَوْتاً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،  فَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ،  فَذَكَرَ ذَلِكَ سَعْدٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،  فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:  بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ 

 شهد ثابت مع الرسول غزوة أحد والمشاهد بعدها،  ولم يشهد بدراً،  وشهد بيعة الرضوان،  وكانت فدائيته من طراز فريد. 

 في حروب الردة،  كان في الطليعة دائما،  يحمل راية الأنصار،  ويضرب بسيف لا يكبو.  وفي معركة اليمامة،  رأى ثابت وقع الهجوم الذي شنه جيش مسيلمة الكذاب على المسلمين أول المعركة فصاح بصوته:  (والله،  ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله ).  ثم ذهب غير بعيد،  وعاد وقد تحنط،  ولبس أكفانه. 

 وصاح مرة أخرى:  (اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء - يعني جيش مسيلمة - وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني تراخي المسلمين في القتال-. ) وانضم إليه سالم مولى أبي حذيفة وكان يحمل راية المهاجرين،  وحفر الاثنان لنفسيهما حفرة عميقة ثم نزلا فيها قائمين،  وأهالا الرمال عليها حتى غطت وسط كل منهما. 

 الشهادة

 وهكذا وقفا طردين شامخين،  نصف كل منهما غائص في الرمال مثبت في أعماق الحفرة،  في حين نصفهما الأعلى -صدرهما وجبهتهما وذراعاهما- يستقبلان جيوش الوثنية والكذب،  وراحا يضربان بسيفيهما كل من يقترب منهما من جيش مسيلمة حتى استشهدا في مكانهما،  وكان مشهدهما -ما- هذا أعظم صيحة أسهمت في رد المسلمين إلى مواقعهم،  حيث جعلوا من جيش مسيلمة ترابا تطأه الأقدام. 

 الوصية

 ويروى أنه بعد استشهاد ثابت مر به أحد المسلمين حديثي العهد بالإسلام،  فأخذ درعه الثمين ظنا منه أنها من حقه.  وبينما أحد المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه،  فقال له:  (أوصيك بوصية،  فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه،  إني لما استشهدت بالأمس،  مر بي رجل من المسلمين،  فأخذ درعي وإن منزله في أقصى الناس،  وفرسه يُستَن في طوله،  وقد كفء على الدرع بَرْمه،  وفوق البروة رَحْلاً،  فأت خالداً،  فمره أن يبعث فيأخذها،  فإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله أبي بكر،  فقل له:  إن على من الدين كذا وكذا،  فليقم بسداده).  فلما استيقظ الرجل من نومه،  أتى خالد بن الوليد،  فقص عليه رؤياه،  فأرسل خالد من يأتي بالدرع،  فوجدها كما وصف ثابت،  ولما رجع المسلمون إلى المدينة،  قص المسلم على الخليفة الرؤيا،  فأنجز وصية ثابت. 

 المصادر 

 سير أعلام النبلاء

 الإصابة في تمييز الصحابة

 صحيح البخاري 

 صحيح مسلم

 حياة الصحابة

 فضائل الصحابة


الصحابي ثابت بن قيس


google-playkhamsatmostaqltradent