اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

التنمر آفة اجتماعية

 التنمر آفة اجتماعية 



بقلم : محمد البحّار


التنمر هو عملية تسليط بتسلط،، فيه استغباء فى إظهار مالا يحلو للشخص بأن يكون الضوء عليه وبقصد متعمّد من أجل الإهانة، والاستحقار والإذلال، وإلغاء التواجد ،وضعف الموقف 

بالنسبة لفاعل الشيء هذا، ليس رجلا أخلاقيا ، هو فرد -اجتماعيا- سلبى للطاقات ، داعم للعنصرية ، رافضا الدعم المعنوى للآخرين ،وهو مريض اجتماعيا فى الكثير من تكويناته أولها التربوية وهى عدم تربيته تربية قويمة سليمة تحب الآخرين وتتقبلهم فى نقصهم قبل اكتمالهم ، فلم يترب على حب الآخر ورحمة الغير، ولم يجد فى أسرته -أبا أوأما- عاطفة تعامل ؛ ففاقد الشيء لا يعطيه أى أن هناك خللا تربويا فى أسرته أثّر على تكوينه السلوكى ،العدائى، وبالتالى الأسرة عامل من عوامل تأكيد السلوك ،وإن كان سلوكا شاذا على الأقل إن وجد هذا السلوك فأين تقويم الأسرة طيلة عمره ؟! 

وثانيا أخلاقيا 

فالخلق هو الدافع العرضى لتواجد الأخلاق الأصيلة النابعة من الإيمان الداخلى بصفات وخصائص إنسانية تسمو بها ويرحب بها المجتمع والأديان ،والشخص المتنمِّر أخلاقيا هو إنسان ضعيف وخاوى الخلق وخاصة خصلة أكيدة وهى الرحمة والتعاطف وبالتالى هو إنسان فى تنشئته قسوة قهرية  أو تدليل مفرط ونعلم أن كل  ما هو فيه إفراط أو تفريط هو ناقص ومخل ، بالتالى المتنمر هذا -خلقيا - منزوع التعاطف الناتج من عدم تقويم السلوك منذ نشأته .

وثالثا دينيا:  المتنمر يجب  إذا علم من هو مسئول عنه فى تنشئته أنه يسلك سلوك التنمر عليه بأن يذيد لديه النازع الدينى فى نبذ الأديان لهذه الفكرة ومدى حرمانية الشيء وإغضابه لله عزّ وجلّ 

وأخيرا دور المجتمع والدولة والأسرة فيجب  أن يوضع هذا السلوك -الذى كثيرا هو سبب  جلي فى جرائم عديدة ارتكبت-  تحت وطأة هذا السلوك المجتمعى الذى لا يفرق بين تعليم أو بيئه وما حدث منذ يومين بإحدى كليات الهندسة بضرب طالب  بسكين ردعا من الجانى للمجنى عليه بكثرة تنمره عليه بإحراجه دوما قائلا( استرجل) فكانت رجولته أن طعنه أمام الجميع فى حالة هيستيريا( أنا أرجل منه ومن أى حد )

وهذا القول ناتج عن كبت داخلى وانفجار شحنة وطاقة تنمر سببت عجزا فعوضه إفلات السلوك ليصل بالمتنمر للجريمة مع أنه ضحية من وجهة نظر الطب فقط وبالتالى يجب على المشرِّع أن يعاقب الأسرة أولا على سلوك أبنائها ويحاكموا طالما ترعرع هذا المتنمر فى كنف أسرة هى من أهدرت حقوقه ولم تقوّم سلوكه البغيض هذا .

التنمر هو مظهر عنصرى دفين مغلف بالعلاقات المجبرة إثر عمل أو دراسة أو رحلة تتعظم إذا طالت المدة وتنتهى بجريمة شنعاء، نتمنى أن ينال هذا الموضوع اهتمام الجميع من مؤسسات تربوية ، صحة نفسية، قانون ومشرع من الدولة المصرية. 



google-playkhamsatmostaqltradent